الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

حبة الفياجرا

تبسم الحاج لكل من يبارك لهُ و يهنئهُ على زواجهُ من ابنة صديقة صديق العمر و بعد خوض غمار الحياة معاً في جميع ظروفها القاسية أراد ان يوطد العلاقة اكثر و اكثر فقام و اهدى ابنته الصغيرة كزوجة للحاج الذي يبلغ من العمر ثلاثة و ستون سنة معتبراً ان ابنته اقل هدية ممكن ان تقدم لمثل هذا الحاج النهم الذي لا يكف عن الزواج و الطلاق و لكثرة نقوده التي اراقها في ملذات الحياة آن الأوان لتتمتع ابنته الصغيرة بقدر من المال و الخروج بحصيلة معتبرة تجعلها تعيش حياة مترفة أنه يعلم تماماً مآرب الحاج من الزواج و عاجلاً او آجلاً سوف يطلّق ابنته مع الكثير من النقود و قد بذل جهداً جهيد لإقناع ابنته بالفوز بتركة جيدة لأنه اعتقد ان ما كان عليه الحاج من نعمة كانت بفضلة و الوقوف بجانبه حتى راقت الدنيا للحاج غير ان السجن حال دون ان يكون شريكه و اليوم حان موعد سداد الدين و لكن بخطة محكمة لأنه يعرف ان الحاج بدأ يتوعك صحياً و ان العملية الجنسية بدأت تتدهور لديه غير ان الحاج له متعته العقلية و الهوس الجنسي في مخيلته و ذاكرته لا زالت نشطة و ان الخبث لدى صديقه اراد ان يزوجه ابنته و إن لم ترثه تخرج بمبلغ محترم و تنال الطلاق .
بدأت منطلق فكرته بعد ان تكلم مع الحاج عن موضوع زواجه الجديد حيث قال : يا صاحبي لا بد من تجديد الشباب و اتزوج بفتاة صغيرة تعيد اليًّ حيويتي غير ان العمر تقدم و الطبيب قال لي محذراً ان اجهد نفسي و على ما يبدوا اني سوف اقلع عن فكرة الزواج الى ان اجد الحل لخمولي الجنسي .
عرف ان الحاج لن يترك هوسه و انه سوف يستمر بذلك التفكير و يعود لفكرة الزواج فلا رادع يقف امام تعلقه بالزواج و من هنا مارس الشيطان طقوسه مستغلاً ضعف الايمان و محرر الجانب السيء لدى صديق الحاج فرسم خطته الى قتل الحاج بدون دليل و بسلاح يحبهُ الحاج كثيراً فقد علم من احد الاطباء ان حبة المقوي الجنسي لها تأثير على القلب و ربما تؤدي الى الموت عند اعتلال القلب و فكر ان يزوجه ابنته و يهديه حبة او اثنتين
فيكون الاجل اقرب اليه .
كان الحاج يتبسم لنصر في ذاته و افتخاراً لحصوله على ابنة صديقه و هي صغيرة فيها الحيوية و العنفوان و الفضل يعود لصديقه الذي زرع الثقة لديه و اهداه فلذة كبده المحبوبة لتكون زوجته و الاكثر من ذلك انه يعرف تطلعات الحاج و اسبار غوره الجنسي لذا اعطاه ايضاً حبتين من الفياجرا لتعينه على هذه الليلة .

كان يترقب حدوث أمر ما و هو مستعد تماماً للإسراع في طلب اي صوت للعويل الا ان الوقت تأخر و أخذه النعاس فأغمض عيناه و رأى في منامه صديقه يعاتبه و يلعنه و يسبه و هو يمسك قلبه و الحاج يجود بنفسه حتى و صل اليه و مسكه من رقبته ليخنقه , نهض مفزوعاً على صوت العويل قال أخيراً لقد حصل المتوقع و خرج مسرعاً ليجد الحاج مرفوع على الايادي و ابنته ملتفة بعباءتها تصرخ ثم اخذوه الى المستشفى مسرعين به لعل فيه رمق أخير , و صلوا به الى شعبة الطوارئ و وضعوه على السدية و جاء الطبيب مسرعاً يقلبه و يفحصه فسقطت حبة الفياجرا تتدحرج من جيبه و الطبيب ينظر اليها و الى الذين يحيطون بهِ

الأحد، 21 نوفمبر 2010

بستان جدي

براعمٌ صغار
نجوب بستان جدنا ندور
تحت النخيل و الكروم
و سدرة النبق تفيئ
حوض ينبوع المياه
فتشرب الاطيار منهُ و الجذور
و كما الأبقار في العريش
و يُسجر التنور
بالروث و الكرب
و السعف و الجريد
و تصرخ العجوز هلموا يا صغار
و ادخلوا بيت الطين
لتأكلوا العشاء
و تجلبوا السرور
للحوش و الفناء
و تسمعوا الحكايا من جدكم غناء
قد كنتُ يا صغار
لا اخاف الليل لا القفار
و (الطنطل )* الطويل
يسكن الاشجار في الظلام
و خضرة لليف
تختطف الصغار
و جدنا يقول الارض و النخيل
سلسلة الاعناق
يحبها الجميع الجن و الانسان
و الطير و الحيوان
و الزمن إن يدور
و يكبر الاطفال
تهاجر الاطيار
و تحزن النخيل
فالأرض يا صغاري
باعثة السرور

*الطنطل نوع من الجن يسكن البساتين المهجورة منها بحسب روايات أجدادنا

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

امنيةُ الوصال

راودتني نجمةٌ تتلألأ في السماء ِ

عن قلبي الوسنان فرحٌ و إنتشاءِ

قربان حب ٌ يعتلي شفق الصباح ِ

و لإجل عينٌ ساهرت ليلُ الدجى

و لإجل صوتٌ باحهُ طول الغناءِ

يطلق الاصداء حولٌ بعد حول

عل صوتٌ او صدى يدخل فنائي

تعشقني من غير حرفٌ دار بيننا

أو بسمة ٌ سمراء تسري في الهواءِ

راوديني فكي قيدي ,اصفعيني

و اقطفي اوصال حزني و البكاءِ

و اغنمي أرجاء كلي راضياً

أو بعض بعضي ذلك اضعف رجاءِ

أيتها الاحلام كفي و اسكتي

من طال نجمٌ قابعٌ فوق السماءِ

أو رام وصل الحب من غير إبتلاءِ

الجمعة، 12 نوفمبر 2010

غسق الغروب ..قصة شاعر و شاعرة

قالت المدرسة : عليكن يا فتياة ان تحصدن الجوائز و الهدايا لكونكن الافضل دفئً و الاكثر تألقاً في كتابة الشعر و الخواطر و في قلوبكن طاقة من العطف و الحنان لا مثيل لها عند كائنٌ اخر سوف ترفعن رؤسنا عالياً اليس كذلك ؟
قلن بصوت واحد سوف نكون كما تحبين يا استاذه
حين عادت الى المنزل كانت متأكدة تماماً انها سوف تأخذ الجائزة و تنال الاحترام و التقدير لان والدها شاعر و له كتابات كثيرة برغم انه لم ينشرها في كتاب او جريدة على الاطلاق و انها بقت حبيسة الرفوف طوال سنين فإنها لن تفقد بريقها و إن علاها الغبار لذا كانت و كلها ثقة انها سوف تخوض المسابقة و تنجح في حصد الجوائز و قد اخذها الخيال الى المنصة و هي تنطق بعذب الكلام و رقة الصوت امام الشعراء و هم يصفقون لها و هي فرصة كبيرة لكي يتعرفوا الى ذلك الشاعر المغمور الا وهو ابوها الرائع .
على مائدة الطعام جلست بقرب والدها و قالت غداً سوف يكون موعد القراءة التجريبية , ارجوا ان لا تكون قد نسيت ما وعدتني به
قال انا اسف بنيتي العزيزة لم اقدر ان اكتب لك شيء جديد كنت مشغولاً اعتذر يا حلوتي
قالت: انا وعدت الاستاذة بأجمل قصيدة و هي تعتمد عليَّ جداً
قال : اسف جداً كنت لا اريد ان اضعكِ بمثل هذا الموقف و لكن للضروف حكمها
عندما رأى وجه ابنته واجماً قال لها : لكن هناك خزانتي و لكِ ما تختارين منها فلا تقلقي
رجعت البسمه الى محياها و نظرت الى والدها تلك النظرة البريئة و التي يملؤها الفخر بذلك الوالد القوي برغم الظروف التي مر بها عندما فقد ساقه في الحرب و المعاناة النفسية تغلب عليها و جعل تأثيرها ايجابي في حياته .
و لولا حبه الجامح نحو ابنتهِ لما سمح لاحد ان يقلب اوراقه القديمة و لكانت خيبة امل الى البنت التي وعدت استاذتها العزيزة عليها تلك الاستاذة الجميلة و الرقيقة صاحبة الروح السمحة لها الكلام البراق هي فعلاً سيدة
ذات قوة و رسوخ في مبادئها و مثل اعلى الى كل بنت طموحة تسعى الى المكانة المرموقة في وسط هذا الزحام و الزيف .
في الكثير من الاحيان كانت تقنع نفسها تلك البنت في تبرير عزوف مدرستها عن الزواج بالهاجس الذي هو اقرب الى عتقادات صحة بنظرها بأن الزواج سوف يجعل المرأة بعيدة كل البعد عن الشخصية التي تتمتع بها المدرسة الان .
فتشت في الدفاتر القديمة تبحث عن قصيدة تفهمها و لكن لم تجد في هذه الدفاتر سوى كتابات تصعب عليها فهمها مما عاد كدرها و عبوس وجهها و هي تردد يجب ان يكون هناك شيء جميل و قد نثرت جميع ما في الخزانة من اوراق الى ان وجدت محفظة من الجلد فتحتها و وجدت قصيدة و لكن ليست بخط يد والدها و شرعت تقرأها فوجدت ان الارض تطير بها و هاج في خوالجها انفعال مبهم و حلقت مع الزهور بعطورة المنعشة و حب اهتز له الفؤاد بلوعة
قالت : كم هذا جميل و ساحر انها سوف تكون ظالتي
ثم اخذت الحقيبة الجلدية و تفحصتا فوجدت ورقة اخرى , فتحتها و وجدت قصيدة اخرى و كانت بخط والدها و على ما يبدوا انها جواب للقصيدة الاولى و في ليلتها قرأتهما مراراً حتى نامت و الشوق يملئ فؤادها لتلقي هذه الكلمات و تسحر المستمعين .

تجمعن الطالبات يلقين قصائدهن مع حظور الاستاذة و هي تسمع و تصحح لهن الاخطاء كما تعلمنهن كيف يكون الالقاء فأنه فن من الفنون حيث تطرب الاذن الى الصوت و الطريقة فيشع الشعر الهاماً كما كانت تقول
و قامت طالبة تلوا الاخرى بالالقاء حتى وصل الدور لها و توجهت الى المنصة و بدأت قائلة : هناك قصيدتين الاخرى كرسالة و الثانية جوابها

القصيدة الاولى

هشيم قلبي اليك

عندما قالت الطالبة عنوان القصيدة انتفضت المدرسة قائمة و عينيها متجهة الى الطالبة و في الحال ايقنت ذلك و عادت بالجلوس

و بذلت جهداً لاستعادة وضعها السابق و بدأت تقرأ بصوت رقيق و عذب


هشيمُ قلبي اليك
أبعثُ جمرات دمعي إليك
لتطفئها بركةُ حبك
و أبعثُ هشيم قلبي إليك
أضعها في راحتيك
و اشكو الزمان
سويعات ضعفي
و وهن صوتي
و حبي اليك
يغتاله الردى
سنون رحلكَ
حبلُ مِشنقتي
أ ترضى ان يكون
كأسكَ المنون
اسقي به فؤادي
عنوةً
و انت الحبيب
و شوقي إليك
بساتين روحي العطشى
تروم عذب مياهكَ
و انت البعيد تحاكي الغروب
إليك .....إليك
متنفسي
و لا نسيم غير نسيمكَ
يدخل رئتي
حبيبي

اغرورقت عينيها بالدموع و عبثاً كانت تداري عبرتها و بالم يحز شراينها قالت المدرسة و بصوت متجهد أكملي الرد

و بدأت تقرأ

وداع الممات

من غير موتي يسبقني اليكِ
و جسدي المحمول يزف الانين
على راحتين الردى
و الكفن أزاري
رحلتي يا حبيبتي
زورقٌ صغير
في عرض بحر ٍ هائج ٍ
و النجاة من المستحيل
و الروح تسعى اليكِ
غير إن الليل طويل
و العمر ريحانةٌ قطفت
فكيف الوصول بساق ٍ بترت
و نزيف دمي سمٌ زعاف
يغتال جسمي
من غير موتي
يسعى اليكِ
..............

انزعي لباس الحزن عني
و إقلبي صفحات حبي
و اعتلي صهوة الحياة
لكون الحبيب بيد الممات
كفي و ايقني برحيلي
و انظري هذي الحتوم مصيري
عيشي حياة ً سعيدة
ملؤها سلالً نضيدة
بكل العطور و الزهور الفريدة
عيشي الحياة
عصفورةً غريدة

انتهت بعزف لحون الحزن و البكاء يحتل المكان و ركضت هذه المدرسة و قطر الدمع يتساقط كالمطر و هي تكفكفه و غابت حتى عن المدرسة و كان السؤال ما بها و مالذي جرى و هي لم تعود مرة اخرى الى المدرسة
و حين حكت لوالدها ما جرى كان قد سكت برهة من الزمن و عاد بالذاكرة الى ذلك اليوم حين ودعته بهذه القصيدة و هو أخبرها بأن الموت هو من يسبقه اليها

الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

تبكين الوداع

براعم الحب انبتت جناحينِ
و حلقت بي
فوقَ ارصفة المرافىء
تبحث عنكِ
بين يخوتٍ رست
و اخرى ارتحلت
و البحر وحده
يعلم في اي مركبٍ رحلتي
تسافرين
تبتعدين
تلوحين الى الوداع
و نزلت قطرات طلكِ في البحر
تبكين الوداع
بلا اثر
بلا غطاء
و النجم يرقب موجات قطركِ
و القمر
و انا
اين انا منكِ
و الفؤاد حجر
كفيفٌ لا يرى قطر المطر
آه ٍ بلا اثر
تبكين الوداع
و كان الرحيل
قبل سويعات صحوي
يا غفلتي اين العذر
تركتها تاخذها الرياح
مثل طير بلا وطن
و الان تبحث عن اثر
و حبها يأخذ قلبكَ
ميادين الحسرات
عدد حبات المطر
اين الاثر
أين الاثر

الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

يكفي الوجوم

خَطتُ الاقدارُ تقاسيمَ وجهكَ بإِقتضاب
و أسدَلتْ جِفنيكَ ستائرَ الالوان
و إنزوت أدواتك تحت الركام
أَصبَحتَ نقيضَ شاعراً معطاء
و لهول ما آل اليه تل الورق
ضاقت به ِالرحباء
و رَقيمك المنحوتَ حراً
هيكلٌ مقضوم
سبعٌ عجاف تلك المُجون
و الليلُ حالكٌ سأوم
يكفي الوجوم
يعثُ في أرجائِك الصدأ
تكفي الهموم
تغتال نحرك في العراء
تباً لك
أتمشي طريق الفناء؟
ماهذا الهراء
يكفي الوجوم
تكفي الهموم
يا وطني
...............
إنهض يا رمز البقاء
و إيقض النوم السبات
شاعر مهظوم
كاتب مغمور
أطلق راحتيك العطاء
و إجزل فأنت رمز النقاء
و إجعل الفنان يزهوا
يعتلي عرش النجوم
و إجعل الايتام تضحك
والدٌ غرٌ رحوم
يكفي الوجوم
تكفي الهموم
يا وطني

........

إيقض رجالك من جديد
يبحثوا تحت الركام
عن ريشة الرسام
و مجرف الفلاح
نشيده الكفاح
و يطرق الحداد بمطرق الحديد
و عهدك التليد
اسطورة النجاح
عليائك النجوم
و ريحك السلام
يا وطني
يكفي الوجوم
تكفي الهموم
يا وطني

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

ما لم يكن في الحسبان

ما لم يكن في الحسبان
الكل يعشقها يسامرون الليل ينتهكون بريق عينيها
وأنا معهم حين أقف في زوايا الكافتريا اختلس النظر
علها تلتفت ألي ولكن الكل من حولي يتسابقون يتهافتون
كالفراش على ضياء الشموع ثم يحترقون وأنا اختلس النظر
أخاف من نارها تحرق أوراقي غير إن بريق عيناها ينسل إلى
أعماقي رويدا رويدا وبدأت تأثيرها جليا فلم اعد احظر الدروس
وان حظرت لم أكن موجود طغى حسنها وانجرفت نحوها
لم اعد أستطيع سوف أتهافت نحو نارها حتى تحرقني
لم أستطيع الصمود أكثر .
كيف أصفها تلمع عيناها ببريق الأمل التائه ويغازل شعرها
النسيم العليل وتريق الماء شفتاها للظامئ الولهان
وتسترسل الكلمات من فمها الحان تطرب كل أصم كيف أنا
إذن .
أخبركم عنها وأنا في شوق ووجد وهيام وأتوق إلى الكلام
أتكلم عنك في سري أناجي الحلم أن يبقى طويلا
كأن الحلم يأخذني حول أزهار وينابيع سلسبيلا
إنني اليوم أعشقك فكيف الوصل والحب عليلا
الرعب يأخذ مني الضلوع فتتفجر الأحزان
ويصبح القلب قتيلا
هذا وأنا لم يبقى لي طويلا سوف أكمل دراستي وأتخرج قريبا
وتبقى هي تنير ويتهافت عليها الفراش
ولكن حدث ما كان في الحسبان حدث انه كنت جالسا أطلق عنان السرحان
والتيه والشرود سمعت صوتها يناديني باسمي(فلان)
نظرت لها بتجلي فقالت ويح الأيام التي تفرق
فرقتنا طويلا حتى جمعتنا غرباء يا ابن خالتي

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

إليكِ من بعيد

اليكِ من بعيد

اريد ان أُحكي اليكِ

ان اتكلم ليلاً ونهار

واطوي سجلاتي بين عينيكِ

كلها باقات حبي اليكِ

اذوب وجداً ان سمعتي

وكفكفتي ما في عيني من دموع

تنز من قرارة قلبي فتمزق الضلوع

اريد ان اشكو اليكِ

عن شارعُ مظلم في خضوع

عن حديث امس دار

وروحٌ تصعد للسماء فتعود بأنكسار

في الجوار

اني اسمع في الجوار

هتاف همسٍ

اين تذهب

في طريق

اين تذهب

هل تعود

الكل يبكي حتى انتِ

قد بدأتي بالنحيب

انني ذاهب لا اعود

لا رجوع

والدموع

كالندى على ورق الورود

تنهال منكِ

والرعود تقصف قصفاً

تفزع الاطفال ليلاً

بل اعود

انني سوف اعود

واعلمي شوقي اليكِ

ساعود وارفع الاعباء عنكِ

وكذا احكي اليكِ

منيتي متى اللقاء

الأحد، 31 أكتوبر 2010

لستُ بإسطورة

أنا لستُ بإسطورة

و صرحي من الكلمات لا أكثر

يا حبيبتي

لا أُجيد سوى الكلام

و مملكتي مدن ٌ مسحورة

يكسيها الليل الادهم

و القلب حطام

حبيبتي

لا اعرف أن المسَ شعرُكْ

و كذا لا اطبع رسمي

على لوحكِ زهراً

او اضعكِ عطراً

في طياتِ ثيابي

يا حبيبتي

لا اجيد غير الكلام

في ارضٍ مغمورة

فأنا لستُ بإسطورة

حياتي سطرٌ من اوهام

فأنا مجرد صورة

على جدار

في قبو ٍ نائي

حبيبتي

جسدي اشلاءٍ منثورة

في بحرٍ دري

اعماقهُ مستورة

كما اممٌ ولت

تركت مدنٌ مهجورة

فأنا لستُ بإسطورة

و صرحي من الكلماتِ لا اكثر

في مهب الريح تتبعثر

و مدني دوماً مهجورة

مهجورة

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

حفل النخيل

في ما مضى

كان هناك غابةٌ من نخيل

في ارضِ السوادِ

تقيم حفلاً في الظلام

تغازل الكروم و الحمام

تجاور الجداول و الانهار

تعيش مع الربيع في سلام

تصافح الطيور في الخريف

تسامر الشتاء في الظلام


و صيفها رطب ٌ نظير

و سعفها ظلٌ وفير

تحتضن الانسان حين ما ينام

تغازل الفلاح

في حفلة الاتراح

في ما مضى تحتفل النخيل

في ارض السواد

كان ذاك قبل ان يأتي الرماد

و ينثر الرذاذ في العيون

و يضرب الواحات و الحقول

و النخل فازعات

تستصرخ يا مغيث

فينتفض الفلاح

و المعول القديم

في يدهِ حزين

يخاطب النخيل

هلموا بنا للرحيل

الطير غادر و الكروم

و الليل ذا يستبق الصباح

هلموا بنا يا نخيل

النهر بات يسقي الارض بالدماء

و المعول بيدي يشكو العناء

يا نخيل ....

يا نخيل

اقتلع الجذور

هيا معي نطير

تبسم النخيل

و قال يا فلاح

اذهب للنجاة

ان جذوري عانقت التراب

و ان متنا يا صديق

تدفننا ارض السواد

تدفننا ارض السواد

هذيان حمى

هذيان حمى

1_

امرأة من دخان


على طول الطريق كانت ترقص على انغام المي
صبية سمراء خمرية تميل حيث الريح مالت
مع كل صرخة الم تتصاعد كدخان سيكارة
تلاعب ذراعيها كافعى ترقص على انغام ناي هندي
تقول تعال الي
هلم بنا
نقضي ساعات الليل و انت خلف مقودك
هلم بنا

2_

رحلة الازل

انا و سندباد نجوب البحار
نخوض غمار المغامرات
في رحلة الازل
ودنيا الامل
و وجه السنون حمم الالم

3_

ضياع الحروف

بين اوراق الكتاب
كنت هناك و هبت الريح فتقلبت الاوراق و سقطت الحروف حرفاً تلو حرف
و بعد جهد جهيد قلبت الاوراق و جمعت الحروف
حرفاً تلو حرف
جمعتها الا من حروف السعادة
لم تكن هنا

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

بائع الصحف

حين اجلس كل صباح في دكاني كان يمر بائع الجرائد و على ذراعه تتوسد الصحف الصادرة هذا الصباح على اختلاف انواعها يجوب فيها السوق القديم ذو الرائحة المزمنه المعهودة التي تعبق المكان و التي ابلاها الزمن حيث اصبح الى الرائحة طعم معتق خاص يتذوقها الشخص قبل ان يشمها متذوق طعم التبغ المزمن و البهارات الهندية غير رائحة المكسرات و الرطوبة القديمة مع البيوت العتيقة تشكل السوق القديم و الذي اعتاد علية بائع الجرائد المسن القديم ايضاً و المواضب على ترك الجرائد على مكتبي بجانب الوصولات و (ستكان الشاي ) و انا بدوري ابدأ القراءة و اقلب الجريدة و في بعض الاحيان ابدأ بها بالمقلوب (اي من النهاية الى البداية ) و كان على العم المسن بائع الجرائد ان يمر عبر الرواق الضيق في كل مرة لكي يدخل السوق و يمر على دكاني ببنيته الهزيلة و قميصه البالي مع البنطال الرصاصي المتهرئ و اقلامه التي تتربع عرش جيبه بأستمرار , كان يضع الجرائد في الصباح ثم يعود بعد ساعة او اثنين يجمع النقود و يتكلم مع الجميع حول ما يدور في الصحف و يتناقش سياسياً و لكوني بعيد عن السياسة كان لا يطيل بالبقاء عندي و يكتفي بتعليق بسيط و في كل مرة اتسأل كيف لهذا الرجل ان يتحمل طوال هذه السنين ان يخوض في السياسة و يتعمق بها و هو على هذا الحال و ان واحد غيرة لكان اصبح من ارباب السياسة و كون حزب لخبرته الطويلة في قراءة اخبار الجرائد عجباً هو على حاله كل هذا الوقت الطويل , قررت ان اتكلم معه في الموضوع عندما يأتي .

كنت قد شربت ثلاثة (استكانات ) من الشاي ابو الهيل الذي يعده العم ابو جواد و لا اكتمكم سراً ان الشاي عند ابو جواد له مذاق خاص و لا يمكن لإي امرأة ان تجيد طبخ الشاي كما يفعل ابو جواد و الخصوصية الاكثر عندما يقبل الينا بوجهه البشوش الضاحك برغم المه الحاد فهو اب لتسعة بنات و ليس له ولد و نحن نناديه ابو جواد لكون اسمه كاظم و هذه كنيته , وعاد العم ابو الجرائد لكي يمارس عمله المعتاد في جمع النقود و خوض الحديث لحين قدوم وقت صلاة الظهر فيتوجه معظم الباعة في السوق الى الجامع و في الطريق كان يتكلم ايضاً و لم يضيع دقيقة واحدة دون تعليق , قلت له يا عم كيف لك ان تقضي كل هذه المدة في قراءة المواضيع السياسية الم تمل يوماً

- قال لقد قضيت ذلك خلال 40 سنة
- اذن انت عميد باعة الصحف
- لقد احببت الصحف لانها تستهوي المثقفين وهي اداة للتفتح العقلي و الذهني
- و لكثرة القراءة كان يجب عليك الان ان تكتب في احدى الصحف الم تجرب ذلك ؟
تبسم العم و قال بإبتسامة غريبة
- يا بني انني رجل امي لا اجيد القراءة و الكتابة
كانت الدهشه و الحيرة و التعجب تسيطر علي حيث كان الاستغراب واضح بادرني على عجل و قال
- لا تتعجب !؟
- وكيف لا وانت تناقش و تعلق على المواضيع
- هذا صحيح انا اذهب الى القهوة و اجلس هناك و استمع للذين يقرأون و يتناقشون في كل المجالات حتى في الشعر و السياسة و الامور الاجتماعية كذلك
- عجباً !!؟ و لمذا تحمل الاقلام اذن ؟
- ان القلم هيبة و يعطي شعور للمقابل ان من يحمل القلم يقرأ و يكتب كما اني اشعر بالارتياح و كان ذلك حافزاً لاولادي طالما كان القلم معي احمله فأنهم سوف يحبونه
- انا كنت اظن انك تستطيع ان تؤلف الكتب و تكتب الاشعار
- هذا ما يضنه الكثير و هو يعود لكوني احمل القلم
يا بني لا تهمل القلم و القراءة لانهما سبيل الاحترام و الرقي و الوصول اسرع الى مبتغاك و ان تعلم اطفالك و تفرض عليهم الاحترام بالقلم و انظر انا في هذا العمر في بيع الصحف لم اتقدم خطوة واحدة بسبب عدم تعلمي القراءة و الكتابة
و منذ تلك اللحظة قررت ان اقرأ و اقرأ و ازداد قراءة .

الأحد، 17 أكتوبر 2010

ركام

لا شيء
لا شيء سوى لا شيء
و لا اعطي شيء من لا شيء
تقدم لا شيء و هو لا يملك شيء و تآمر مع شيء و اسلم شيء هذا اللاشيء مقاليد كل شيء
و اصبح اللاشيء يملك كل شيء و لا يعطي شيء فمن كان لا شيء لا يعطي شيء و ضجت الناس لكونها لا تملك شيء و ليس بأمرها شيء و ضل لا شيء يضحك على الناس حتى جاء ما لم يكان في الحسبان فقالوا الى اللاشيء الذين اعطوه كل شيء اذهب خاسئاً فمن لا يملك شيء يموت بلا شيء


>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>


متى نجلس على طاولتنا المستديرة قال احد القادة ذلك و استطرد قائلاً الوضع يزداد حدة
قال الزعيم يجب ان يأتي امراً من الزعيم
قال القائد أ ولست الزعيم
تبسم الزعيم و قال لم اكن زعيماً الا اذا وافق الزعيم
قال القائد نحن اقوى من ذلك الزعيم فنحن امة
قال الزعيم انا لست من تلك الامة يا بني
**************************
و في اجتماع الطاولة المستديرة كا يشغل كرسي ذلك القائد قائدٌ غيره
و في خطبة الزعيم
انا مثل هذا القائد الذي اقيل عن كرسيه
ان اومأت برأسي كان السيف اسرع مني



>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>




اغمضت عينيها و كانت تنظر الي و كأنها تقول الى الوداع فلم تعد تراني بعد الان....................................

هربت اجري اكفكف الدموع بكمي لا اعرف الى اين اتجه لان هذا العالم الواسع اصبح قطعة ً من ظلام .................

جلست على صخرة كبيرة و دموعي تسقط كقطرات الندى التي تسيل على و رقة الزهرة .......

و بعد ان ابتلت الصخرة بعد نزول زخات المطر ازاحت عنها التراب و انكشف وجهها ...........

قالت لا تحزن فأنا هنا على هذه الصخرة منذ ان خرجت من الدنيا فكان مكاني الجديد على الصخرة.............

قالت تعال الي كل يوم و حدثني و اخبرني بحنينك و همك و المك ...............

كان و جهها المنحوت على هذه الصخرة بكل تقاسيمه يتكلم معي ...........

اخبرتها عن حزني ...................

اخبرتها عن همي ........................

اخبرتها عن فقدي لها في البيت.................

اخبرتها عن نجاحي .......

اخبرتها عن فرحي ............


و قلت لها انك لن تذهبي عني بعد اليوم ..........

قالت لا يا بني سوف ابقى مادامت الصخرة هنا ................

اطمأننت لان الصخرة لا يمكن لاحد ان يزيلها ابداً حتى الموت الذي اخذ جسدها ......

و لكن هذا لن يكون فالفناء يمحوا كل شيء .....

لان الله قهر عبادة بالموت و الفناء.............

فما كان سوى صاروخ قد و قع على الصخرة و حطمها ...........

لان الحرب اشتعلت و اطنان الحديد انهمرت على مدينتي .........

اسرعت نحوها في تلك الليلة كانت هباء منثور .......


فقد ماتت و اماتت الصخرة ........


<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<


ليس ككل صباحٌ هذا الصباح
و نسيمه ينعش الرئتين وتنهض الملاح
لترش رذاذ الندى المتجمع على الزهور
فتكون قطرات ماء الورد و البخور
و تبدأ بالطيران ** طيورك الحمام
تحمل جسدك المنتعش بالرضا و السلام
تحلق بك عبر ازمنة الحياة
زمن الطفولة و البرائة
على زمن الحب
زمن الشوق
زمن البريق في عينيك
و انت تبتسم
تصادفك الغيوم المثقلات
كنت تضن كما الاخرين انها من الهم و الحزن تمطر
و لكن عندما تطير تدرك فعلاً ان بكاء الغيوم من اثر الضحك و المرح
تسعد بذلك و تقول سوف اخبر الجميع انها زخات الضحك
نعم سوف تقول ذلك
و تستمر تطير فوق غابة كثيفة
تتوسطها شجرة عالية عليها عش فية افراخ طير
و يأتي الطير محملاً بالغذاء و يطعم الصغار
***************
و تستمر تطير في عنان السماء حتى ترى كوخ قديم
يجلس على بابه اطفال صغار ينتظرون والدهم الصياد
و ملابسهم الرثة المرقعة و عندما جاء هلموا نحوه
و ضحكاتهم تعم المكان و الصياد على اكتافه سمكتان

**********
و طار بك الحمام الى ارض قاحلة تسودها الخرق الباليات
منتشرة فوق التراب ترى هل هذه الخرق ملابس الجنود
فعلا كما ترى انها ملابس الجنود فقد دارت هنا حرب ضروس
و راح جمع غفير من الجنود و قد اكل التراب لحمهم و بقت ملابسهم فقط
***************
امرت الحمام بأن تطير الى ارض لم تطئها الاقدام
و طارت بك الحمام كما الاحلام نحو بحر بعيد
تنئى عنها السفن و فيها بدر البحور حورية بيضاء يغطيها الشعور
و انت تحبها تعشقها تنام في حضنها
************
و انت تطير مع الحمام و تسأل اين انت الآن

اين انت الآن ؟
اين انت الآن؟
اين انت الآن ؟


تسمع النداء

انت هنا تطل على هذه النافذة

خرس !!!!!

كتبت ُ ألوانها زاهيةٌ

كلماتي

اعلنت حالة حب ٌ بائس

اسيرٌ في عالم الضياع

حبٌ هوى و ركامهُ

اصبح هباء

و الريح عاتية

كلماتي

كتبتها على ايام عمري

اخذته ذات الريح العاتية

تقلبه و تبعثه الى ارجاء بؤسي

و حزني

آه على ارجوحة الزمان

تؤرجح الصوت و الصدى

و زهور الاقحوان تناثرت

في البحر

على شواطئ الزمان

كما ايام عمري و حبي

يسرقه الصمت و الخرس

إنها شيمة الجبناء

أن تحب بصمت

تبكي بصمت

و تعلن حبك بصمت مطبق

الحب لا يريد صمتك َ

و خرسكَ

لكون العيون باحت بحبها

و آن للشفاه ان تبوح

السبت، 31 يوليو 2010

هواك ِ الهمني

هواك ِ الهمني

أدخلني دنيا الاحلام

فكنت ِ فيه ِ فارستي

تبعدين الهم و الاوهام

هواك ِ الهمني

جعلني و الليل توأمان

و النجم و السكون ساهران

هواكِ الهمني

جعلني الاعب الصغار

أراك ِ في عيونهم البريئة

ومضة اشراقة ٍ جريئة

الحب فيها شِعار

هواك ِ الهمني

فهاجرت مع الطيور

في رحلة ٍ طويلة

و القلب في حبور

انغامه جميلة

الوانه الزهور

يا عطر من خميلة

في باحة القصور

هواك ِ الهمني

لانه الاحلام

الأحد، 25 يوليو 2010

لا لن اركع

قالت يوماً إني الاروع

عين ٌ تبِرق خد ٌ يسطع

ما أحلاني حين تراني

مِثلُ النجم الابيضِ المع

حين تراني قلبك يُنشِد

يغدوا الكون لقلبك يسمع

انتِ الاجمل

انتِ الاروع

هذا الكون الواسع في عينيكِ

يغرق ُ ......يغرق

قالت يوماً انك تتبع

عطري ... سحري

لا بل تفزع

حين تراني أُقبل نحوك

أو تتسمر

ذلك َ .. لوني يبهر عينك

قالت يوماً إنك تخضع

تتوسل حبي حتى تركع

و ستعلم إني املكُ قلبك

حتى عقلك

و ستركع

لا ... لن اركع

صوتي يصدح

و لزيف جمالك فيه يخلع

بل يجتث جذور الحب ويقلع

لا... لن اركع

ذلك قلبي ...عقلي... يصدح

لا لن اركع

الثلاثاء، 23 فبراير 2010

الغرفة الظلماء

في غرفة ٍ ظلماء إلا ضوءٍ من مصباح على الطاولة

بقرب ِ نافذة ٍ موصدة

وأوراق ٍ هنا و هناك

تبعثرت على الطاولة

والقلم صديق فنجان قهوتي الباردة

وتتثاقل افكاري على نغم ٍ

يشعل المهج ِ ينسل عبر اروقة خربة

تراتيل كنيسة مهجورة بائدة

أو معبد ٍ طيني بارد ٍ نائي

في قرية ٍ عصماء موحلة

أو مسجد ٍ خالي

لا صلاة لا مصلى

ويقطع الوجوم قهوتي المنسكبة

على ورقي

على قدري

على همسي ومعتقدي

في غرفتي الظلماء

تستصرخ الذكرى بنداء

سنونوة يا طيرة غضاء

تسبح في الفضاء

مررت ِ يوماً على نهري

على بستاني الزهري بالامس ِ

على سفني في لجة البحر ِ

خالية خاوية

يلطمها الموج و يسرقها العصف ِ

في غرفتي الظلماء

يضمحل الصوت حتى ينام

على ترنيمة طفل يخاف الظلام

فيهمس النعاس الى الجفون

ان تنام

في غرفة ظلماء الا ضوء على الطاولة

الاثنين، 22 فبراير 2010

عذاب الحب

اليك اشكو من عذاب الحب
من دموع ٍ تنسكِبْ
إليك اشكو وانت قبلي عارفا
ًهل كابدت ماعانيت من نصبْ
من سهاد ٍ واشتياق ٍ وعذابات ٍ وهم
ام تراني لا اعاني مثل ماعانيت انتْ
قلي بالله عليك ،أعراك ما عراني من لهيب مستعر
وتولاك الضنا
قلبي يخفق حين تاتي تتهادى الخطى
بين رفيقاتها تتهادى الخطى
حين تاتي روحي تغدوا في السما معلقى
قلي بالله عليك يكفي هذا المشتكى
ام تريد ان ازيد
انها في النون نجوى
وانا في الهاء اهوى
وهي في الالف لحنا
قلي بالله عليك يكفي هذا ما وصفت
هيا كن لي نصوحاً
انني كنت شغوفاً
اترى في الحب ذنب
او تراني في سراب
قلي بالله عليك
هيا كن لي نصوحاً

السبت، 20 فبراير 2010

كومالا

(كومـــــــــــــــــــــــالا)
كم بلدٌ سكنت وكم شارعٌ سلكت ففي كل الزوايا كانت هناك وطئة قدم قد وطئتها ولعبت لعبة القدر مع القدر وهامت روحي الى ابعد نطاق الخيال فسمى ذلك الخيال وحلق الى السماء وهبط بي الى ارض الارواح .فكنتُُ زائراً الى بلاد العجائب والى جزر البحار البعيدة ومشيت غابات الظلام وصعدت على اكتاف كل مارد وتعلقت برجل طائر الرخ الاسطوري، سلكت الصحارى ودخلت الاهرامات وجمعت انواع الاحجار من وادي الموت .وعندما اعود الى ارض الواقع اجدكِ واسهب بالكلام لديك عن كل تلك المغامرات وعن حكمة كل قصة حتى وصلت الى كومالا .هي الاخرى قد زرتها ومشيت خطواتها واصبحت بطلها فامسيت مخدوعها ودخلت في باطن ارضها.....كومالاهيا معي الى كومالا المنسية في الاوراق حيث الربيع الدائم والماء الرقراق ،الى صوتها الذي وصل عنان السماء فازهرت كل وريقات الحياة فيها.مملؤة الانهار بالمياه العذبة ومكسوة الارض بالخضره اذن هي الحلم الذي اشتد صوت الموت اليهاهيا معي الى كومالا حيث الوحدة الاهلهة بالاصوات الضائعة والدموع المنهمرة والغيوم الصغيرة التي تسبح في سماء كو ما لا، كلما عظم النداء اليها تضمحل...وتضمحل الى ان اصبحت بلا صوت و وطن بلا انشودة ووادٍ عميق .هيا الى كومالا التي لا تعرفون هيا الى النجوم التي تسقط من السماء هيا الى الهواء ،الى التراب ،الى ببيوت كومالا ، وانتِ اما معي لا بل معي في العالم الاسفل منها نقف مع من وقف لنصرخ جميعاً الى ارواحنا التى هامت مع ارواح من سكن كومالا .كومالا هي بلدة هاجرها سكانها الى عالم الاموات لانهم عاشوا سجناء الخطيئة عاشوا على لحوم الفقراءوالان نتكلم معهم حتى ضاعت اصواتنا وبقت حبيسة الاخطاء فعندما تكونون هناك تسمعون الموتى ينادونكم حتى تموتوا معهم ويبقى النداء الى ان ترتكبوا الاخطاء في كومالا ثم نعود منها انتم اقبعوا في اماكنكم وانا امضي الى كومالا ومثيلاتها

محطة أمان

سافرنا كلينا في ذات القطار
وجمعتنا كضفين , الأقدار
نحتسي القهوة وننظر لبعض
ونخوض الحديث ليمضي النهار
فأخبرك عن ضبيهٍ تسعى
بأرض الربيع وقلبي انتظار
وأنشب سهمي يرنوا إليها
بدمع غزير وروحي, إحتظار
وأنت تسمعين ,تصغين لدقات قلبي
تبتسمين ,ترتشفين القهوة وعينيك النظار
تسألين, في أي ارض ٍ ضبيتك
أين الغزالات ترعى, أهي في الجوار
فقلت, هي في الخيالات في عالم الأحلام
هي الطيف يأتي ألي ليلاً بازدهار
وتبسمتِ وقلتي يكفي الولوج والوهم
يسرق منك العمر وقد يفوتك القطار
وتبتعد عن محطات قلبك الوسنان
ولكن تبقى محطتي إليك الأمان بانتظار

حبيبتي من ذاك الطراز

حبيبتي من ذاك الطراز
ردد جدي ابيات شعر استلهمت وجدي
تباعدنا فلا حزنٌ على ما ضاع من قربِ
وما الحب الا رحلة استلت قوى القلبِ
قلت: من قال ذلك جدي
قال: انه السياب يا بني
قلت: ولماذا تردد هذا البيت دائماً
قال: آه.....انه ذكرى
قلت: مِن السياب
قال: لا.. كلما تذكرت حبيبتي انشد هذا البيت لاني فعلاً لااحزن على
فراقها لوجود الذكرى فكلما اتذكرها تغمرني السعادة
قلت: ياه................ جدي اتحمل كل هذا الحب
قال : واكثر يا بني
قلت: حدثني عن الحب في زمانكم يا جدي المرهف
قال: اعلم يا بني ان الحب خيال يعبق الارجاء بالسعادة لأننا نبحث
عن السعادة في الحب
كنت مثلك شاب وسيم اثرت على نفسي ان اكمل دراستي في
المدينة ويجب علي ان استقل الباص الخشبي متجهاً الى المدرسة
،وفي كل يوم تأتي الى موقف الباص ملتفة بالعباءة السوداء ويشع
وجهها بالضياء كانة فلقة القمر في ليلة اربع عشر ونظرت لها ملياً
في كل يوم حتى انتبهت وعلمت بامري اني اطاول النظر اليها آه
ذراعها عندما تعطي الاجرة تمد بيدها فتزدان الاجواء بالربيع هذا ما
كنت اشعر وعدة مرات اصعد الى الحافلة وابقى واقف قرب مقعدها
وفي يوم كانت الريح تهب بسرعة وتدخل عبر النافذة وتطير عبائتها
وتسقط عن رأسها ويطلق لشعرها العنان ولجيدها بريق خطف
بصري ويطوقها سلسلة الذهب
آه ......يا بني وقعت بغرامها (مرت فلامس شعرها شعري
فأذا الهوى بجوانحي يسري
قلت: وهذا يعود الى السياب ايضاً
قال : نعم
قلت: أغرمت بها لأنك رأيت عينيها وشعرها ،إننا نرى اليوم الكثير من

العيون والكثير من الأعناق ولم نغرم بواحدة
قال :زماننا ليس زمانكم إننا لا نرى البنت ولا نرى مفاتنها لأنها
لا تظهرها كما اليوم كانت البنت لا تضع الزينة إلا عند الزواج
وفكرت بكلام جدي وحلمت بحبيبتي من ذاك الطراز القديم
حدثني جدي عن حب قديم
راود فكري والزمن الهشيم
يطرق أبواب الزمان
عله يجد المكان
والليل رافقني نديم
وعاد لجدي حبه القديم
بعد كل عام
من زمن الوئام
وقلت يا جدي أريد
زمنك الحر الطليق
يناشد الحب السليل
في زمني هذا العليل

الجمعة، 19 فبراير 2010

رحلة كل يوم

رحلة كل يوم ....وحب جديد يضيع
تكلمين الطير أراكِ من خلف نافذتي استرق النظر
واتمعن الى خصلات شعركِ ترش الخيال بعبق الربيع
ويأخذني الحنين الى صدركِ يتسع كل القلوب المثلجة
انتِ حاميتي من هول الزمان وعصف الريح عاتٍ
و اشدوا كروان الامل و الوصل حبكِ
آه على درب الزمان ولوعه لو كان يطاع الحديد ما يطيع
وانطوت احلامي بعد ان فرشتُ بساط الزهر الوانِ
اتراني احببتها.......بعد ادماني في حظرتها من خلل شباكي
اتراني اكلمها عن وجدي وآهاتي يوماً
وبقت خواطري تجول بين اضلاعي تبحث عن منفذ .
الى ان جائني هتاف أن ارحل وكنت انتظره
ورحلت تاركاً شباكي قاصداً بعد المكان
لم انل ما كنت اصبوا
رحلة كل يوم بدأت
رحلة كل يوم نبحث عن وطن
رحلة كل يوم نبحث عن امل
رحلة كل يوم لا نختار رفقاء الدرب
(اعزائي رحلة كل يوم هي انتقالنا من مكان الى اخر للأننا لا نملك منزل فكلما نستأجر بيت او مشتمل سرعان
ما نرحل عنه قبل ان نقيم علااقات طبيعية مع الجيران )
ولكن آثرت على ان لا اتركها هذه المره بل يجب ان تكون قدري وان احبها حتى تبادلني الشعور واحاكي انا
طيرها .
واقترب الامل واحطم قيودي و اعبر سور اليأس ... ولكن هل تجري الرياح بما تشتهي السفن؟؟
ان كنت رضيت بقدر الابتعاد عنها لاصبحت هاجس ذكرى غير اني عندما جئت بما تجود به روحي من حب
لها تحطم عند رؤية طفلها.

محاكمة عاشق

غامت سمائي يا حبيبتي
ما اقترفت الذنوب في حبي لكِ
فرماني حبكِ في قفص الاتهام
ذا القاضي يقلب الاوراق
ينظر بعينيه اليَ
و الجمع من حولي يثيرون الضجيج
صاح القاضي ويحكم الا تسكتوا
هدأ الجمع الغفير
و صاح القاضي معلناً بدأ القضاء
في محكمة العيون
القاضي يشير
بالسبابة عليَ يشير
هذا الماثل امامكم بات اسير
قد وقع في الحب الكبير
في محكمة العيون
بين الفضبان مسجون
والجمع يسمعون وينظرون
فيهتفون في شجون
قد وقع في الحب الكبير
من تكون التي زجته في بحر السكون
من تكون؟؟؟؟
قال القاضي بتأني
انها امرأة يا قوم
ليست من الجان
بل هي انسية
شربت دمائه وانهكت قلبه
ومن هنا نحكم عليه بالعشق

أيستجيب الحجر

تسالني مالذي جرى ما بالك

ا ولا تعلم .... انت السبب

في بعدك وقربك في هجرك وصدك

انت السبب

إسئل الليالي والوسادة تخبرك

وتسالني ما الذي جرى ما بالك

توقف زمني وتبعثرت اوراقي

مع هبوب عصفك وقساوة قلبك

يا ترى هل مر الشوق بك؟

يا ترى هل تدرك ان على شفتي ارتسم اسمك

الا تدرك ان في عيني رسمك

ا حقاً انت لا تدرك

وتسالني ما الذي جرى ما بالك

حلمت بك مع الربيع

مع الزهور

وشعاعها الاحمر في شفتك

مع كل صوتٍ مطربٍ اتذكركوالان هل تدرك

النار في صدري

فان كنت لا تدري فانت قدري

عسى ان تدرك

زوجتي أُحِبُك..... لكـــــــــــــــــــــن

هذة الكلمات ليست واقع حالي وانما هي تجربة الغير

زوجتي احبك لكن

اعذريني زوجتي فانا لست السبب

انه ذنب القدر

او كان ذنبكِ ........ربما

انني كنت احبك والى الان احبك

اسئلي قلبي مراراً

كرري......وكرري

وعاتبي ان كان حبي قد تغير

الا انه القدر

شاء ان يقسم قلبي

اراد ان يقسم حبي

اعذريني......اعذري

.......................

هي زهرة في خميلة

هي عنوان جديد

لرواية.........لحكاية

اججت نار تقيد

الهبت اشواق قلبي من جديد

ليس ذنبي

انه ذنب القدر

او كان ذنبك ....ربما

عنفوان الشوق اسراب الطيور

كلما قلت احبك

صار قلبي في حبور

غير ان اليوم قاسمت الشعور

بينك وبينها

ليس ذنبي

انه ذنبي القدر

الليل الشتائي الحزين

تذكرتكِ ولكن اين انتِ الان في اي طيات الزمن لم يبقى سوى شبح طيفك لا يفارقني حاولت نسيانك ولكن ما

ان نسيتكِ حتى يسألني الليل عنك كما القمر

يسألني الليل عنكِ كما القمر

والطير وحفيف اغصان الشجر

اطوتكِ الايام في وادي الدجى

ام في خافقي خيالك انحسر

او الرياح عزفت عن وادي قلبي

وكفى ضاع الهيام و أقتفر

الليل عانق النجوم

الليل ناغم السهر

وسادني صمت المنون

فأي ذنبٍ يغتفر

يسألني الليل هل عاد الضياء

وكفها لامسَ جبيني المحتظر

أ يقاوم مثل هذا النداء

في ليلي الكابي في هذا الشتاء

وموقداً للنار قربي مستعر

ويكسر بابي كفها الاقفال

وأ ركض قاصداً ذاك الاثر

يسألني الليل عنك كما القمر

والطير وحفيف اغصان الشجر

والليل الشتائي الحزين

ينشر الاوراق حول فنجان القدر

وعاد لي الم السنين

وعاد طيفها شبح

فيلثم مني قبلة السحر

آه على زمنٍ عقيم

رحماك قلبي كل حين

يكفي الولوج سارقاً مني العمر

لن تنالي الحب إن كنتِ.......

كفرتِ بالهوى سفهاً

وقلتِ الحب اوهن من خيوط العنكبوت

لا يدوم الحب دوماً

و الحبيب لا يبقى حبيب

ما الداعي للحب اصلاً

و ما يريد من وصل الحبيب

الحب لعبة

الحب خدعة

نسجتها اوهام القصص

نسجتها اقلام الحلم

قلتُ يكفي

لن تنالي العهد ان كنتِ

و ما زلتِ

تأخذين الحب قسوة

تأخذين الحب هزوا

تعلنين الحرب مرة

تعلنين الحرب اخرى

يكفي ما هذا التجلي

و التكبر والتعلي

الحب اسما من كلام العذب همسا

الحب اجمل الحب ابهى

ارجعي في الرشد سعيا

وعلمي في الحب نحيا

وعلمي في الحب نحيا

اناجيها بسؤال

رُدِ، لاتسكتين ،أين الجواب

ما انتِ إلادمعة من العين تنسكبين

اناديكِ، في خيالي يرتسم وجهك دفين

من اين قد جاء الهوى

من اين جاء لقلبي الحزين

لا امس ،لااليوم ولاغداً

فمتى يا رب العرش ينتهي الانين

بريت عاطفةٌ في قلبي ماواها

جالت ودارت بين اضلاعي

وحطت قربها، أسألها ،فتسكتين

النار في قلبي تظطرم

والدمع في عيني يحتدم

النار والدمع يتراقصان

الصرح الكبير ينهدم

بصمتها الائي يهدهدهُ الحنين

تحبيني

اقسم ولا احنف عن القسم

تحبيني

ما هذا الصمت يا المي

فلا تورثيني الشك من بعد اليقين

اجيبي عن سؤالي

اجيبي فلا تسكتين

أغنية الحب

سنا مقلتاكِ الهاني يبكي قلبي الضاني

كحل الافاق بالفجرِ فكان الحب سجاني

هواها الريح تقذفني على ثغرها الحاني

وبات الليل يعرفني والدمع والاوراق سلوانِ

عفاكِ الله يا امراةٍ نادت اليوم احزاني

راحت تجوب الارضِ فكان حبها الجاني

على قلبي وايامي ذبلت ازهار بستاني

عصفورة قلبي المعنى راحت تفيض اشجاني

تريق الحب امواجاً فيبكي قلبي الضاني

مـــــــــــــــن انتـــــــــــــــــت؟

من انت حتى تحرك المشاعر
ومن انت حتى تقلب اوراقي
تدخل قلعتي الحصينة
وتحاور ........فتحاور
تحاور اشيائي
تكسر اصفادي
تطلق انفاسي
من انت؟
من انت حتى تجعلني انطلق
عبر نافذتك
على بساطك الطائر
ب الله قلي من انت؟؟؟
همست في اذني
تمتمت بالكلمات التي احب
سرقت خيالي
حاورت احلامي
وكانك انت الذي اريد
لكنك لست انت
فمن انت؟
ومن انت حتى اذوب بك
هل انت القدر ؟
ام انت ساحرٌ سحر
القلب والعقل معاً
هل انت من البشر
من انت؟
سؤالٌ في قلبي انفجر
من انت؟
من انت؟

اغصان بلا شجر

اغصان بلا شجر
أوقدت قنديلي في المساء
انتشر النور من حولة
في غرفتي الضلماء
خيالٌ على الجدران يرقص
خالت لي انفاسها الفيحاء
اشتركت مع انفاسي
في غرفتي و ورقي
اصواتٌ واصداء
اين طريق الماء
اين حاملين المنايا
ضحية اليل انا
انا صحراء قاحلة
الرمل فيها
الشوك فيها
اين طريق الماء
انجلت شمس النهار
وخلفت ذاك الضلام
أمن ضوءٍفي الجوار
الا لحن ٌالا وترٌ
كان الشمس اخذت الاوتار
على ما تطربون
على ما ترقصون
يا اغصان بلا اشجار

حدثنا ابي حكاية الشيخ غراب

في يوم من أيام الشتاء والبرد يهجم على الأرض الرطبة فيجمد الحياة ليلاً فما من احد يخرج حالما يبدأ الغروب ,ثم نتجمع حول المدفئة النفطية (صوبة) وترافقها موقدة النار (جولة) ويكون عليها إبريق الشاي معد ويخرج منه البخار على مهل ونستعد لمشاهدة الكارتون كان على ما أذكر كارتون( سنان) فلقد كنا نعشق الرسوم المتحركة فتأخذنا الغبطة حين يبدأ عرض الكارتون ولكن انقطاع التيار الكهربائي دائماً وأبداً يميت تلك الفرحة فتهرع والدتي كي توقد السراج (السراي) وهو عبارة عن قنينة تملئ بالنفط وينزل فتيل من القطن حتى يسحب النفط وتسد فوهة القنينة بالتمر أو العجينة وهذا ما كان يفعلونه أهل الريف في الزمن الماضي فأن الحالة الاقتصادية جعلت الكثير يرجعون إلى السراي فلا يستطيعون شراء الفانوس وكنا نحن نعاني من قلة الوارد المادي , وهذا الشيء لا يعنينا نحن الصغار وإن ما حصل في تلك الليلة لقد بكى أخي الصغير فهو يريد مشاهدة الكارتون وحاول والدي إسكاته فلم يستطيع , ثم قال له تعال احكي لك حكاية.فتجمعنا حول أبي وبدأ بسرد الحكاية(حكاية الشيخ غراب)كان ياما كان في قديم الزمانكان هناك ملك شديد البأس سريع الغضب له جيش قوي غزا الكثير من البلدان حتى أصبح كبيراً في العمر فاقترح عليه الوزير بالزواج (يا مولاي يجب عليك أن تتزوج وان تنجب طفلا كي يرث ملكك )فأستحسن الملك الفكرة وتزوج وأنجب طفلاً ولكن مرضت زوجته فهجرها ورغب بالزواج مرة أخرى وتزوج امرأة جميلة جداً فانشغل بها كثيراً وترك تلك الزوجة وأخذ يناديها بالبايرة(والبايرة هي كلمة تطلق على الأرض البور التي لا زرع فيها) وابنها اخذوا ينادونه بابن البايرة حتى انجبت الزوجة الأخرى صبيين فأخذ بدلالهما وعلمهم جميع ما يتعلمه أبناء الملوك من فروسية وعلم وأدب وترك ابن البايرة مهملا له إلى أن كبروا الأولاد وأصبحوا في مبلغ الرجال فتمرض الملك مرضاً شديداً وجائت له الحكماء فوصفوا له وصفه تفاحة الصبا في ارض ملك الجان وهي ارض مخفيه وعلى شرط من يحضرها هو من اقرب إليه فدعى أولادة الاثنين من الزوجة الثانية وأخبرهم بالبحث عن التفاحة وأعدو لهم العدة وذهبا في طريق الغابة .ولما طال غيابهما اخبره الوزير بأن يبعث خلفهما ولده ابن البايرة وعلى الفور استدعاه وأمره بالبحث عن شقيقيه فذهب سيراً على الأقدام ولم يهيئ والده الملك له حتى ولو حمار فسار ابن البايره في الغابة وهو رابط الجأش غير مبالي بالأخطار إلى أن وصل إلى مفترق الطرق فوجد لافته معلقة على الطريق وبها سهم يشير إلى احد الطرق ومكتوب(درب الصد ما رد) والسهم الآخر يشير إلى الطريق الآخر ومكتوب (درب الندامة من مشى بيه خسر حصانه)
واختار ابن البايرة طريق الصد ما رد وذهب في ذلك الطريق حيث بدأ منذ الوهلة الأولى انه طريق خطر تكثر فيه الأحراش وتصدر الأصوات في كل مكان , وأشياء تتحرك وأعواد شجر تتكسر تحت الأقدام ولكن بطلنا له من الشجاعة والإقدام الكثير فهو غير مبالي بكل ذلك ,اخذ يسير وهو يفكر ويتسائل هل إن أخويه عبرا من هذا الطريق وأين هما الآن يبدو إن هذا الطريق لم يسلكه احد منذ فترة طويلة فلا توجد آثار غير آثار الحيوانات المفترسة وفي هذه الأثناء طار طائر بسرعة من أمامه ويتناثر من خلف الطائر رذاذ لامع كأنه قوس قزح ذو ألوان بهية فتعجب ابن البايرة غاية العجب وقال (سبحان الخالق ما هذا الطير الجميل )وظل الطير يحوم في الجو ثم يحط على شجرة ويطير مرة أُخرة دون أن يغيب عن نظر ابن البايرة فقال(مالِ هذا الطير وكأنه يريد مني أن اتبعه سوف اذهب ورائه مهما حصل) وكان الطير يطير مسافة ثم يحط على غصن شجرة ومن ثم يطير مرة اخرة وابن البايرة يتبعه إلى أن وصل إلى كوخ قديم بعد أن هطل الظلام وكان النور يصدر من ذلك الكوخ فتقدم على مهل ووصل إلى الباب فنادى (هل من احد هنا ) ,أجابه صوت (ادخل يا بني كنت انتظرك ) ودخل ابن البايرة إلى الكوخ فوجد رجل عجوز له لحية بيضاء طويلة يأخذ منها شعرة ويخيط بها ثوباً فتعجب ابن البايرة من ذلك وبدت عليه علامات الحيرة ,ماذا يفعل مثل هذا الشيخ هنا في غابة مخيفة ولكن لم يتمم تساؤله حتى بادره الشيخ الكلام (إنهم يدعونك ابن البايرة )قال ابن البايرة(وكيف عرفت ؟)قال الشيخ(اني اعلم عنك الكثير ,هل غايتك أخويك أم التفاحة)قال ابن البايرة(الاثنين معاً)قال الشخ(إن أخويك في أحسن حال وقد اختارا الطريق الآخر ,وتستطيع أن تجدهما عند عودتك بعد أن تجلب التفاحة , وطريقك يا بني عسير جداً وفيه أهوال كثيرة )قال ابن البايرة (و إن يكن فأبي الملك يحتاجها)ثم فجأة دخل الطائر إلى الكوخ ونثر بجناحية وتحول إلى فتاة فائقة الجمال ,بهت ابن البايرة لما حصل وتحير في أمر الطائر لقد ابهره جمال الفتاة قال الشيخ (تلك هي حفدتي ,إنها مسحورة وأنا أخيط لها ثوب من لحيتي لكي أخلصها من ذلك السحر )قال ابن البايرة(وكيف حدث ذلك ومن سحرها)قال الشيخ(لا أستطيع إخبارك ,فمن يعلم بسرها ومن سحرها فسوف تموت على الفور)وبات ابن البايرة تلك الليلة متحيراً حزين على ما أصاب الفتاة من لعنة ولكن ليس بيده شيء يفعله .وفي الصباح قال الشيخ( يا بني عندما تقطع الغابة سوف يلاقيك جبل عليك اجتيازه , هذا ما أستطيع إخبارك به ,وسوف تلقى العون إن شاء الله)
عندما يجد المرء نفسه في تحدي حقيقي لا مجال حتى يختبر نفسه فيكتشف انه لديه طاقه كامنة تتحرر بمجرد أن يتعرض إلى حدث ما وهذا ما حصل مع ابن البايرة حينما خرج من الكوخ وسلك طريق الجبل وهو يمشي مسرعاً تارة وأخرى بحذر ,أحس بأن هناك شيئاً يتبعه فوقف يتلفت يميناً وشمالاً ثم شاهد نمر اسود كبير الحجم ,هو من كان يتبعه فلم يتأخر النمر حتى أنقض عليه وهنا تحررت طاقة هائلة فركض سريعاً والنمر من خلفه يجري حتى صعد إلى شجرة عالية والنمر الأسود يتبعه غير أن النمر هجم عليه لكي يفترسه ولكن ابن البايرة استدار بسرعة وطعن النمر طعنه جائت بأجله على الفور .هذا التحدي جعل أبن البايرة يزداد ثقة بأنه قادر على جلب التفاحة ولو كانت في فم ملك الجان نفسه .وأخيراً اجتاز الغابة ووصل إلى سفح الجبل فجال ببصره هنا وهناك حتى وجد كوخ يشبه كثيراً كوخ الشيخ في وسط الغابة فتقدم نحوه فوجد الشيخ نفسه وقال متعجباً(ما الذي جاء بك هنا )تبسم الشيخ وقال(يا بني ذلك الشيخ في الغابة هو أخي فلا تتعجب انه يشبهني كثراً, وهو لم يخبرك بأمري لكي لا يكون سبب في هلاكك وهلاك ابنته المسحورة)ففهم ما كان يقصد الشيخ من كلام ولاحظ أيضاً إن هذا الشيخ أيضاً يخيط ثوباً من شعر لحيته الطويلة ,فقال (يجب علي أن لا اسأل عن ذلك فأنه حتماً مسحور كما أخوه )قال الشيخ(لك عزيمة قوية بوركت يا بني , إعلم إن بعد هذا الجبل توجد مدينة فيها الكثير من الأحجار الكريمة و اللآلئ والدرر ما تسر الناظرين وفيها النساء الجميلات ينادينَ عليك يا بني لا تستجيب لهن حتى تجتاز المدينة فلا تأخذ شيء منها وإن أخذت سوف تهلك لا محالة , عندما تعبر المدينة وهي مسيرة يومين كاملين ستقابلك مخلوقات كثيرة ومثيرة للخوف ذات هيئة وخلقة عظيمة فلا تخاف منها لأنها أليفة ومطيعة ,امتطي واحدة واركلها فتركض بك ولا تخشى سرعتها فأنك لا تسقط منها أبدا بعد حين يسير سوف توصلك إلى مدينة لا تدخل بها إليها واخلي سبيل الدابة وادخل المدينة سيراً على الأقدام في هذه المدينة سوف تجد الناس يعملون ولا يعيرونك الانتباه وكأنك غير موجود وعليك أن تجتهد في سيرك حتى لا يحل الظلام فتجد الشجرة البنية لا ورق فيها سوى ثمار غريبة الشكل ,عليك أن تأخذ منها واحدة تشطرها نصفين بالتساوي ,للحال يأتي إليك مخلوق صغير الحجم له أذنين طويلتين وعينين بارزتين كأنه(سميغل ) يعلمك بطريق ارض الجان المخفية.
توجه ابن البايرة إلى اجتياز الجبل وهنا خامره شعور غريب عن هذه الرحلة الطويلة وتسائل هل بإمكانه إن ينجزها ويعود بالتفاحة ويصطحب أخويه ويعيد كرامة والدته ويغدوا الناس يصيحون هذا ابن الملك البطل وأمه قد علمته الشجاعة .وهو في الطريق يمشي أسعده الشعور الجميل الذي رافق أحلامه فلم يعد يكترث إلى الأهوال التي ربما ترافقه في رحلة البحث عن تفاحة الصباوسرعان ما هطل الليل وأدرك كم هو طويل طرق الجبل وقال(إلى الآن ولم اصل إلى الجبل فكيف الصعود عليه واجتيازه , وهاهو الليل يخيم فلا مكان أبيت فيه وعلى كل حال يجب علي أن اصعد الجبل ) وهم ابن البايرة إلى صعود الجبل ولكنه لاحظ عينان تبرقان على ضوء القمر الخافت وقال(لا بد إنهما عينين لحيوان مفترس ,يجب أن لا أتحرك إلا ببطئ شديد )وأخذ يتحرك نحوه والعينين لا تتحركان من مكانهما فتوقف وقال(إذا كان حيوان مفترس فلماذا لا يهجم علي ,سوف أقوم بحركة مفاجئة) فقفز ابن البايرة قفزه نحو الحيوان ولكنه لم يحرك ساكن وتبين أنه ذئب فقال(سوف اهجم عليه وأطعنه بالخنجر) وهم ابن البايرة لطعن الذئب فصاح الذئب (توقف يا ابن البايرة,لا تقتلني )فتوقف فزعاً وقال(يا ألهي ,سبحان الله,هل تستطيع الكلام )قال الذئب(نعم..... فأنا من الجان وأنا هنا اقضي فترة عقوبتي , وإن ساعدتني سوف أكون خادماً مطيعاً)قال ابن البايرة (وما هو الضمان إذا ساعدك لا تغدر بي)قال الذئب (وعد شرف فأن الجان لا يخلفوا الوعد أبداً)قال ابن البايرة (اسمع إني لا أخشاك وان تفكر في الغدر اعلم إن خنجري يكون أسرع من تفكيرك)قال الذئب (أعلم ذلك فأنك شجاع ,لكني أعدك بالمساعدة إن حررتني)وهكذا تقدم ابن البايرة وأزاح الصخرة التي كانت على قدم الذئب الجني فكانت مسحورة ولا يستطيع احد من الجان إزاحتها سوى الإنسي يستطيع ذلك.وعندما حرر ابن البايرة الجني قال له (بماذا تريدني أن أساعدك)قال ابن البايرة (أريد الذهاب إلى ارض ملك الجان ,واحظر التفاحة )قال الجني (انه طلب صعب فأنا ممنوع من الدخول في هذه الأرض ,ولكني سوف أوصلك إلى اقرب مكان )وصعد ابن البايرة على ظهر الجني وطار به إلى السماء عابراً الغيوم قاطعاً المسافات فوق الجبال والبحار والغابات حتى وصل إلى جبل اسود تحيطه الغيوم السوداء فهبط عند سفح الجبل وقال هذا فراق بيني وبينك ,وإن دخلت الجبل ومسكوك فلا تخبرهم باني أوصلتك إلى هنا ,ووصيتي إليك عندما تدخل الجبل وترى الحراس مغمضين العيون فلا تذهب إليهم عندها يكونون مستيقظين ,وإذا رأيت عيونهم مفتوحة وحمراء فأعلم إنهم نائمون , وكما أريد أن أقول لك شيء لا تنظر إلى بنت ملك الجان فأنك لا تستطع مقاومة جمالها ويكتشف أمرك.........والآن وداعاً)
وقف ابن البايرة وأخذ نفس عميق ونظر إلى الجبل وشاهد قمته العالية والصخور القاسية والحادة ,وثم نظر خلفه وقال(قطعت هذه المسافة وتوغلت في عالم ما كان معروف لدى الجميع وربما أنا أول من وطئت قدمي هذا المكان , فلا يجب أن يهزني ارتفاع الجبل وصخوره )فقد كان هذا سبب ولكن هناك سبب آخر وشعور يدفعه لصعود الجبل ولكن غير واضح لديه ربما إن من واجبه الحصول على التفاحة أو ممكن أن تكون بنت الجان الجميلة , غير انه استبعد تلك الأفكار وعزم على صعود الجبل .صعد ابن البايرة الجبل متسلقاً الصخور برغم التعب فكان يمد يده بقوة ويمسك بالصخرة ويرفع نفسه واستمر هكذا إلى أن أحس شيءً ما تحت يده فرفع نفسه بقوة حتى استقر على صخرة فنظر إلى الإمام وإذا بحبل كان هذا الذي أحس به تحت يده وكان الحبل مربوط إلى صخرة كانت تسد فوهة مغارة وللحال شد الحبل بقوة وأزاح الصخرة ولكن حدث أمر غير متوقع حيث سحبت المغارة ابن البايرة إلى الداخل بقوة فلم يحس إلا وهو في وسط مروج خضراء وزهور كثيفة ,وعندما استعاد توازنه نظر من حوله فوجد الحراس كما أشار إليه الذئب .اختباء بين الزهور والعشب الطويل يراقب الحراس حتى تكون عيونهم مفتوحة وحمراء وظل هكذا فترة طويلة حتى غلبه النعاس فقد كان تعباً جداً ونام .فتح عينيه فوجد النور يخترق بصره فلم يرى سوى وجه كأنه القمر في ليلته الأربعة عشرة وضفائر سوداء لشعر كأنه قطع الليل المظلم فأراد أن يقوم فلم يقدر وكأنه مربوط بالحبال حاول وحاول لكن دون جدوى ثم عاد وأطبق جفونه ونام .نهض ابن البايرة وقال(ياه لقد غلبني النعاس فنمت , ولكن مهلا إني رأيت صبيه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ربما كان حلماً لا أدري , يجب علي أن أراقب الحراس)فلما عاينهم وجدهم على هيئه النوم لذا أسرع وعبر من خلالهم ودخل إلى ارض لم يرى مثلها في حياته ولا في أحلامه ورأى من بعيد قصر كبير ,ذهب إليه متواري عن الأعين حتى دخل القصر فوجد في داخله شجرة التفاح ,أسرع نحوها وبينما هو ذاهب إليها شاهد فرس ابيض جميل له شعر ذهبي فتوقف عنده ليملي ناظرة بجماله وروعته فأنتبه الفرس إليه واخذ يهز رأسه فتقدم ابن البايرة إليه ومسك ناصيته ونظر إلى رجل الفرس فوجدها مسلسله بسلاسل كبيرة فقال له(إهداء سوف أخلصك من هذه القيود بعد أن اخذ ألتفاحه ) هز الفرس رأسه وكأنه فهم الكلام توجه ابن البايرة إلى الشجرة وقطف منها عدة تفاحات ووضعها بجراب ثم عاد إلى الفرس ولكنه شاهد فتاة نائمة على إحدى المساطب في باحة القصر قال(أنها هي من رأيتها في المنام يجب أن أعاينها عن قرب) وتقدم نحوها ورآها عندها انتابه شعور لطيف جعل منه كتلة خفيفة تأخذها الريح ,وبعد برهة صحا وتذكر كلام الذئب وقال (إنها ابنة الجان يجب أن ارحل قبل أن تكتشف أمري , ولكنها أخذت قلبي فبت متيم بها ) ,ولما لم يستطيع كتم مشاعره هبط عليها وقبلها ثم انتزع من إصبعها خاتم ورحل عنها راجعاً الى الفرس ففك الحديد عنه وحطم السلاسل ووجد سرج ولجام ووضعها على الفرس وصعد علية فأنطلق الفرس كأنه البرق .

نادى منادي في أرجاء البلاد ( .....لقد عاد ابن الملك ,عاد الشجاع مع التفاحة بصحبة الفرس الأسطوري.....الفرس الذي يسابق الريح قاهراً ملك الجان ....)فخرجت النساء تزغرد والأطفال يركضون ليشاهدوا بطلهم ابن البايرة حث لا يستطيع احد مناداته بهذا الاسم بعد اليوم .كما أمر الملك بخروج الموكب العسكري الملكي لاستقباله , وتزيين المدينة بالكامل ويطلق المساجين من الحبس وتعلن الأفراح لمدة شهر كامل ,ثم خرج أبوه الملك لاستقباله , وأمه كانت بجانب الملك فقد عادت إلى مكانتها التي سلبت منها .تقدم الملك إلى ولده وقال(لقد اثبت انك ملك وابن ملك , أعذرني يا بني لما بدر مني في حقك وحق والدتك) لقد طار من الفرحة حين سمع ذلك الكلام واستمرت فرحته بعد هذا الحلم الجميل الذي رافقه وهو على الفرس فترة من الزمن منتشياً تأخذه الغبطة في طريقه للعودة ثم قال(كم ذلك رائع ,حين يحدث مثل هذا التصور الجميل وأستعيد حقي في والدي الملك , وأمي تعوض حرمان السنين ) نزل من على الفرس وأخذ يمشي معه ويكلمه (يا ترى هل فعلت الصواب عندما قبلت بنت ملك الجان؟ وهل كان لي الحق في فعل ذلك ؟ولماذا فعلت ذلك ؟ أهي سحرتني أم عشقتها منذ أللحظه التي رأيتها , كما أني حلمت بها قبل أن أراها ,فوجهها الصبوح وضفائرها الطويلة السوداء ,جعلت مني شخص .....لا اعرف ماذا أقول وكيف أعبر......ما رأيك يا حصان؟) هز الحصان رأسه وكأنه فهم الحدث فال ابن البايرة (كم أنا محظوظ عندما وجدتك يا حصان) لم يمضي وقت طويل حتى شارف الوصول إلى الغابة التي انطلق منها وقال(يا حصاني ,إن قلبي يخفق بشدة فالحنين إلى وطني يجعلني أتوق الوصول بسرعة ,والعين تكاد خرج من محجرها وتذهب لرؤية أمي كم اشتاقها , فقد هان الصعب بعد قليل نصل إلى مفترق الطرق , ثم ابحث عن شقيقي , وأجدهما لكي أثبت للجميع أني أستحق التقدير كملك , واستعيد مكانة والدتي بين نساء البلاط)وصل إلى مفترق الطرق وتوجه إلى الطريق الثاني (طريق الندامة من مشى فيه خسر حصانه) ونظر إلى حصانه كثيراً وقال(يجب علي أن أتركك ترحل فأنا أخشى أن أخسرك في هذا الطريق ) نزع عنه السرج واللجام ,وضرب الفرس ضربه بيده جفل منها الفرس وانطلق يعدو بين الأشجار حتى غاب عن نظره .انطلق أبن البايرة في طريق الندامة وتوغل كثيراً حتى شاهد من الزهور تعدد الألوان , وأسراب الفراشات يغزو المكان وحدائق الأعناب والشجيرات الجميلة والطرق معبدة وآثار العجلات مطبوع على الأرض فقال(عجيب كيف يسمونه طريق الندامة ,فهذا طريق الجنة لما يحويه من زهور وأشجار تسر الناظرين , عجباً رأيت في هذه الرحلة ) بعد مسيرة قصيرة وصل إلى بوابة ضخمة يبدوا إنها بوابة المدينة ,فتقدم نحوها وشاهد الحراس واقفون ,دنا منهم وقال(كيف حالكم وما أسم هذه المدينة فأنا رحال غريب) أجاب احد الحراس (إنها مدينة الندامة فتفضل يا زائر خذ كل الوقت وتمتع )دخل ابن البايرة إلى المدينة فأذهله العمران والتصميم الجميل لمعالمها وقال(ما بال هؤلاء القوم يسمونها مدينة الندامة ,فكل ما فيها يبعث السرور ,الكل يعمل والناس في هرج ومرج ,والكل ينظف ويغسل ,والكثير يدخلون الحانات ,يبدوا إن الجميع هنا من الأغنياء) ثم بدأ بالسؤال عن أخويه حتى طال به الوقت وأخذه الظلام ,شعر بالنعاس والجوع ,توجه إلى إحدى الحانات ودخل فيها ثم نادى على النادل وجاء له وعند رؤيته للنادل صرخ وقال( أخي ) فنظر إليه الخادم وصاح (أخي أبن البايرة )نعم ,فقد كانا أخويه يعملان في هذه الحانة لتسديد ما عليهما من دين ,وأخبراه بما جرى لهما ,فبعد خروجهما من مدينتهما ووصلا إلى مفترق الطرق , فقال احدهم (هل يجب علينا السير ف طريق الصد ما رد )قال الآخر(لا.....لا ...أبداً ....فلا وجود لتفاحة الصبا , هذا هراء...)وهكذا دخلا مدينة الندامة , ومن عاش في الترف الفاحش فسد وهذين الأخوين فاسدين ,عندما شاهدا هذه المدينة وما فيها من ملاهي طار عقليهما وانفقا ما لديهما من نقود حتى خسرا حصانيهما وتعدى الأمر إلى رهن نفسيهما إلى صاحب الحانة مقابل مبلغ بسيط لإنفاقه في ملذاتهما , وبعد أن كانا ملكيين أصبحا خادمين . قال ابن البايرة (لا تقلقا ,سوف أوفي أجريكما ) ولما كان المبلغ كبير لم يستطيع ابن البايرة سداده لذا اضطر للعمل الشاق حتى يوفر النقود لتحريرهما )إلى
وفي الطريق اخبرهما ابن البايرة عن ما جرى له وكيف حصل على التفاحة مهملاً أمر بنت الجان خجلاً ,فكانا شقيقيه يتعجبان ويثنيان عليه ,وراودت احدهم الهواجس وما سوف يحصل إن عادوا إلى المملكة سوف تتجه الأنظار إلى ابن البايرة ويكونان هما في خبر مضحك والناس تناديهما بالفاشلين ,ويكون ابن البايرة هو المفضل عند الملك ,قال(لا يمكن أن يحصل ذلك جب أن نتصرف),وبداء الشيطان بالوسوسة فتوجه نحو أخوه أيقضه من النوم (انهض .....يا أخي...انهض...كم أنت بليد)ففتح عينيه الآخر وقال(ما بالك ولماذا توقضني في هذا الوقت للتو قد نمت )قال(أسمع ,أن هذا ابن البارة سوف يأخذ كل شي منا ويكون هو البطل وهذا الشيء محال) اطرق الآخر قليلا ً ثم قال(وما العمل)قال(نقتله ونأخذ التفاحة) استحسن الآخر الفكرة وعزما على تنفيذها .الحسد ووسوسة الشيطان هي سبب مشاكل البشرية منذ أن خلق الله نبينا آدم عليه السلام وأمر إبليس بالسجود إلية فأبى إبليس واستكبر حسداً , وقال يخاطب الله عز وجل(خلقتني من نار وخلقته من طين فكيف اسجد له وأنا ارفع شأناً منه ) فكان إبليس أول من حسد آدم (ع) والكل يعرف ماذا حصل بعد ذلك ثم أمتدت آفة الحسد إلى ولدي آدم (قابيل)و(هابيل) وعندما بدأت بذرة الحسد عند قابيل زينها الشيطان حتى تطورت إلى حقد ومن ثمة إلى ارتكاب الجريمة و وصولاً إلى النبي محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله الأطهار) فقد حسده أهله وكبار قومه لتفضيل الله له في النبوة والمكانة التي وصل إليها بفضل أخلاقه وتهافت الناس إليه والدخول في دين الإسلام فقد تولد حسدهم إلى حقد اسود , كما أن اليهود حسدوا النبي محمد (صلعم) لأنه خاتم النبيين, وحسدوا المسلمين لأنهم خير أمة وأحسن من معشر اليهود , وإن ما وصل إليه المسلمين من مصاعب وآلام ما هو إلا ناتج من حسد اليهود والنصارى .وهنا في هذه الحكاية نرى إن الحسد أدى إلى تآمر الأخوين على شقيقهما فغدرا به وضرباه على رأسه وأخذا التفاح وانهزما عائدين إلى المملكة .كانت البايرة عينها على الطريق فكانت صلواتها ودعائها بعودة ولدها هو الرفيق الوحيد لديها , وفي هذا اليوم كانت جالسة على الشرفة تنتظر فسمعت منادي يصيح,(يا أيها الناس.....يا سكان المملكة ....أنتم مدعوون إلى حضور حفل الترحيب بابني الملك البطلين ,فقد عادا وبصحبتهما التفاحة .....) أنخطف لون البايرة وسقطت مغشيه عليها ,يعني أن أبنها لم يعود ,ولم يجلب أي شيء , فقد حلت اللعنة عليها وعلى ولدها .كان الملك سعيد جداً , متباهياً بولديه العزيزين فلم يسأل عن ابن البايرة وما حل به ,فجمع الحكماء لكي يشاهدوا التفاحة الأسطورية والكل اثبت بالإجماع إنها هي وقرروا بعد ثلاثة أيام عند اكتمال القمر يأكل الملك التفاحة فيعود شاب صغير السن ,وبات الملك مسروراً ليلته سرمدية شفافة بينما كانت البايرة تكابد الحزن والهم والقلق على أبنها .وفي الصباح عقد الملك مجلساً كبير دعا كبار الدولة وعامة الناس لسماع حكاية ولديه ,فبعد مد السماط وأكل ما لذ وطاب ,شرع الكذابين بتأليف القصص عن كيفية حصولهما على التفاحة وكيف قتلا آلاف من الجان ودخولهم عنوة إلى ارض الجان وتوسل ملك الجان بهما ومن هذا الكثير (الكذب ليس عليه ضريبة).وباتوا الكل مسرورين فقد أقيم الاحتفال وشربت الناس ألوان المشروباتوأما ما جرى لإبن البايرة فعندما ضرباه في الحجارة على رأسه فقد الوعي فترة ثم فتح عينيه فوجد فرسه عند رأسه يلعق وجهه ,نهض مترنحاً ومسك بالفرس وقبله وقال(الحمد لله فقد بعثك إلي رحمه , أنا مدين لك بحياتي ) ثم عاد إلى البيت عندما حل الظلام ,فوجد أمه قد أرهقها الحزن وبعد البكاء قالت له (شقيقاك عدا بالتفاحة وأنت بماذا عدت بخيبة الأمل )قال( أمي أرجوكِ لا تعاتبيني فانا لا أستطيع الكلام , فأن الظلم ملازمنا أرجوكِ سامحيني والصبر هو وسيلتنا) حكى ابن البايرة جميع ما وقع له من الأحداث وأمه تصبر علية , وتقول أجعل عينك بعين الله وسوف يجعل لك مخرجاً. أن جمع المبلغ ودفعه
إلى صاحب الحانة وأخرجهما من المدينة .

هذه الليلة الأخيرة وسوف يعود الملك شاباً يعيد أمجاد الماضي ,ويذهب إلى ارض الجان ويمتلك قصره ويكون الملك الذي عاد إلى الحياة مرة أخرى فيكون الحاكم الأوحد في البلاد كلها , ونام مطمئن ملئ جفونه ,غير إن أمراً مريع جرى خلال الليل وعند الصباح هرع الحاجب إلى الملك يصرخ ( مولاي ....يــــــــــــــــــــــا مــــووووو لالالالا ي ) نهض الملك مفزوعاً مرعوباً يصرخ (ماذا حصل يا غراب النحس يا مشؤوم .....تكلم وإلا قطعت رأسك ) قال ( هناك جيش جرار على مشارف المدينة يمتلكون العدة وعددهم يغطي الأسفار ) فذهب الملك على الفور يستعلم الأمر فوجد رجال الحاشية مجتمعين يرتعبون فقد غطى غبار العسكر الأجواء وكان المنظر يثير الرعب وأن هؤلاء الجنود يحملون من العدة الشيء الكثير من أنواع الأسلحة التي لم يشاهدوا مثلها ولم تمضي إلا دقائق حتى وصل الجيش إلى قصر الملك وأحاطوه فتقدمت عربه تجرها الخيول الجميلة مزكرشه بالجواهر والأحجار الملونة التي تسرق النظر وعندما توقفت العربة نزل منها ملك له هيئه مختلفة عن بني البشر ويلبس لباس مطرز بالذهب ونزلت معه حسناء أذهلت الناظرين من حسنها وجمالها ,وقال الملك (قدومكم على الرحب والسعى ,حللتم أهلا ونزلتم سهلا ) فأجابه الملك الغريب (خلال ساعة واحدة أن لم تسلمنا الشخص الذي سرق تفاح الصبا سوف تكون مدينتكم في خبر كان ,ما عاش الذي يتجرأ ويقبل ابنتي بدر الجان المنير ,ويأخذ خاتمها ويسرق البرق الخاطف أفضل أحصنتي , أين ذلك المعتوه ) وهنا بدأ اللغط في الحديث والناس المتجمهرين يتسائلون هل يقدم الملك ولديه فقال الملك( حسناً ,يقول المثل إن عرف السبب بطل العجب ,وإن تعلم بقصة أخذ التفاحة سوف تسامحنا ) فقالت ابنه ملك الجان (مستحيل أن نسامحكم يجب أن تحظروه وإلا .....) فلما عرف الملك بنيتهم الصادقة في تحطيم البلاد على رؤوسهمقال (أحظروا ولدي ) ولكن الشقيين هربا واختبئا في موقد النار ,بحثوا عنهما ولكن دون جدوى فأخبروا الملك بذلك عندها أشار ملك الجان لشخص وقال أحظرهما وفي سرعة البرق جاء بهما وعليهم آثار السخام من الموقد , وهم يصرخون نحن لم نفعل أي شيء ابن البايرة فعل كل ذلك انه ابن البايرة , أحظروا ابن البايرة , تعجب الحاضرون عند سماعهم ذلك الخبر فقال الملك (هل ما تقولان صحيح ) أجابا (نعم ) وحكيا ما جرى لهما مع ابن البايرة , وفي هذه الأثناء جاء ابن البايرة مع والدته إلى القصر خائفاً أن يحطم جيش الجان المدينة ,برغم معارضة والدته من الذهاب ولكن أبى أن يكون سبب خراب المدينة ,فقال لهم نعم أنا من فعل ذلك , ولما رأته ابنة الجان أعجبت بشجاعته ,وقالت لوالدها( دعني أعاقب ذلك الرجل) , فقال( لك ذلك ) قالت اسمع يا ابن البايرة أمامك شهر كامل لتنقذ مدينتك بأن تجلب لي خبر( الشيخ غراب )* وتروي لي حكايته فأنا اعلم بها وإن أحظرتها كما أعلمها تنقذ ألمدينه وإن لم تفعل اعلم بأن هذه المدينة سوف تسحق بما فيها قال ابن البايرة (أنا افدي مدينتي بحياتي سوف أحظر خبر الشيخ غراب .استعد ابن البايرة إلى الرحلة الجديدة نحو المجهول حيث مدينة الشيخ غراب يقولون عنها إنها في عالم الخيال ,وعند رحيله تجمع حوله الناس من كل أرجاء المملكة يتأسفون عليه فقد جاد بنفسه من أجلهم ونذر حياته لإنقاذهم فهو البطل الذي تصبوا إليه العيون ألان.
مرة ثلاثة أيام من المسير المتواصل في ارض القفار , لا بشر فيها ,أرض موحشة , وهمه متزايد كيف يجد مدينة الشيخ غراب وأين وجهتها في الشرق أو الغرب ,لا يعلم..... تسائل مراراً وتكراراً ماذا لو لم يستطيع الحصول على قصة الشيخ غراب ؟ ماذا يحل بالمدينة ولماذا لم تنتقم بنت الجان منه مباشرة وأعطته هذه المهمة المستحيلة كلها كانت تدور في رأسه والكثير من التساؤلات جعلت منهُ مشوش الفكر ولزمه الخوف من ضياع فرصة إنقاذ مدينته .قطع الكثير من الفراسخ في حثيثهُ المتواصل حتى شاهد في السماء طيور كأنها طيور النورس فقال(لابد إن هناك بحر ) فسارع الخطى حتى تبين البحر الأزرق , فوصل إلى هناك ووجد الحياة في الساحل ولم يكمل إلا خطوات حتى وجد البحارة يريدون الإبحار هرع إليهم مسرعاً , وقابل رئيس البحارة وسأله عن وجهة مدينة شيخ غراب , فلم ينفعوه بشيء لإنهم لا يعرفونها , ورحل ابن البايرة مع السفينة إلى رحلة المجهول , البحر طبيعة جميلة ومنظرة يبعث إلى الهدوء فكانت طيور النورس تحوم حولهم فقال احد البحارة وهو كبير في السن وله خبرة كبيرة في الإبحار (اليوم عليكم الانتباه , يبدو إن عاصفة هوجاء قادمة ) نظر ابن البايرة إلى السماء ووجد الصفاء يعم السماء وقال (كيف يفتي هذا الشيخ بالعاصفة ومن أين يعلم , هؤلاء البحارة غريبين فعلا) , سرعان ما حل الظلام وبعد هنيهة جائت العاصفة , اشد مما صورها الرجل البحار فلم يصمدوا فتحطمت السفينة وتناثرت في عرض البحر الواسع فمن غرق ,غرق بلا اثر ومن تشبث بلوح خشب إلى متى يبقى صامداً .وبطلنا ابن البايرة كان الله به رحيماً حيث جرفته العاصفة وهو على لوح الخشب إلى الساحل ولما شرب الكثير من ماء البحر أغمي عليه ليلتة ٌ كاملة وفي الصباح استفاق على صوت العصافير المزقزقة , نهض وتابع السير بين الأشجار قاطعاً الغابة حتى اطل على مدينة فهم إليها فوجد شخصين يتنازعان وعند ما شاهده صاحوا علية( يا رجل , أحظر عندنا ) فجاء لهما قال احدهما (يا رجل الخير نريد أن تفتينا في أمر ) قال ما هو قال احدهما (أنا وجدت هذا الخرج ) صاح الآخر (أنا من وجدته) ثم صار بينهما صياح وجدل فصرخ بهما ابن البايرة( اسكتا لقد وجعتما رأسي , ما في هذا الخرج)قال أحدهما( يوجد شيئين عجيبين أولهما البساط الطائر والثاني الإناء العجيب ) قال ابن البايرة ( وكيف يكونان وما عملهما) فرش أحدهما البساط وجلس علية وقال بعد أن ضرب على البساط (طير أليها البساط) فطار البساط صاح عليه ابن البايرة انزل , نزل به البساط بعد أن قال له اهبط , ثم قال ابن البايرة( وما هو عمل الإناء) قال( تضرب على الإناء وتطلب ما تتمنى من الطعام فيكون في الإناء على الفور), فقال(احدهما إنهما لي )قال ابن البايرة( عندي الحل ) صرخا (أعطنا الحل بسرعة)قال(تسابقوا ومن يفوز يصبح كل شيء له) استحسنا الفكرة وبدء السباق وعندما انطلقا فرش ابن البايرة البساط وجلس عليه ثم ضرب البساط وقال(خذني إلى مدينة الشيخ غراب) فحلق البساط وسط دهشة الرجلين متهم احدهما الأخر بالحمق ، ولما طار البساط اخذ المسار وحده فعبر البحار والسهول والجبال حتى وصل إلى مدينة الشيخ غراب
المدينة كانت كبيرة وعامرة بالمنازل والأسواق وعلى طراز حديث والناس يبدوا عليهم الراحة والترف ، لما دخل ابن البايرة إلى المدينة توجه الى سوق قريب وقال (أنا غريب ويجب أن أتكلم وأتصرف بحذر وأن لا أسيء الأدب حتى وإن تعدوا علي بسوء من القول وأطبق المثل يا غريب كن أديب ) أعتقد ابن البايرة أن الناس هنا يعرفون قصة الشيخ غراب وعندما أخذ نظرة فاحصة لما حوله تقدم نحو رجل علية وقار وسأله بعد السلام ( أتسمح لي بسؤال يا سيدي) نظر إليه الرجل وقال( أتيت من أجل قصة شيخ غراب ) تفاجئ ابن البايرة وقال بذهول (كيف علمت) قال الرجل (كل غريب في هذه المدينة يبحث عن تلك القصة المشئومة ) قال ابن البايرة ( وهل تعلم أنت بهذه القصة) قال الرجل ( ما من أحد يعلم القصة ويبقى على قيد الحياة ، ارجع من حيث أتيت )اتضح من كلام الرجل إن القصة صعبة المنال وثمنها حياته وعلم أيضاً من الكثيرين إن هناك كم هائل من الذين جاءوا إلى هذه المدينة يطلبون القصة وجميعهم لقوا حتفهم على يد الشيخ غراب ولكن ما في اليد حيلة عليه أن يحاول سماع القصة والهرب من قبضة الشيخ غراب من أجل ألاف الناس الذين ينتظرون الفرج على يده .وصل إلى ديوان الشيخ غراب الذي يجتمع فيه أهل المدينة مرتين في اليوم مرة عند الظهر في فترة الغداء و مرة عند الليل حيث كان الناس يأكلون الطعام في هذا الديوان , كان الشيخ غراب هو المسؤول عن إعداد الطعام إلى كل فرد ويمنع الناس من أخذ حبة حنطة واحدة حيث يجمع كل ما يزرعه الفلاحين ويضعه في مخازنه وهذه سياسته في إدارة البلاد حيث يقول( يجب على الكل أن يعمل من اجل الكل حتى ينال الغير قادر على العمل والعاجز والطفل على الطعام , الفلاح يزرع ويحصد للجميع , والبَنَاء يعمل للجميع والحكيم يعالج الجميع (الفرد للجميع والجميع للفرد).فكانوا الناس يأخذون الزرع عند الشيخ غراب , وهو بدورة يأمر بطبخ الطعام وبخبز الخبز ويأمر بتوزيعه الكل فرد وعن بقية الاحتياجات يوفرها لهم مثلاً يوفر الأحذية لكل واحد من خلال تجنيد مجموعة من الناس في خياطة الأحذية مقابل الطعام والشراب واللباس وتوفير السكن وهكذا ففي المدينة البيوت متشابهة والملابس مشابهة والطعام للجميع يأكلون صنف واحد فلا وجود للمال في مدينة الشيخ غراب جلس ابن البايرة مع الحاضرين في هذا الديوان الكبير عندما أمتد السماط وسكب الطعام في أواني ثم صاح شخص تفضلوا كلوا ومن لديه حاجة عند الشيخ يأتي بعد الظهر , أكل ابن البايرة الطعام مستغرباً من النظام في مدينة الشيخ غراب ثم قدموا الشراب وانفضوا الناس إلى أعمالهم, وفي وقت ما بعد الظهر توجه إلى الديوان مرة أخرى لمقابلة الشيخ غراب فوجد هناك طابور من الناس يريدون مقابلة الشيخ , والحاجب يدخل علية واحداً تلوى الآخر, وصل الدور عند ابن البايرة ودخل فلم يرى سوى رجل كبر هزيل جالس وحدة على الأرض فقال في نفسه (هل هذا الشيخ غراب كنت أضنه لي من البشر ) فسمع صوت أجش (قل ما حاجتك) قال ابن البايرة ( أنت هو فعلا الشيخ غراب) قال( وهل عندك شك ) قال ابن البايرة (كنت اضن الشيخ غراب ليس من البشر) ضحك الشيخ غراب وقال( وما الذي جعلك تضن ذلك) قال ابن البايرة (الظواهر التي شاهدتها أمامي فالكل يطيع والكل يمشي على صراط مستقيم وأنا اشك بأن من يفعل ذلك من البشر , فحسب علمي أن الإنسان متمرد ومن الصعوبة السيطرة علية فبرغم الموانع الجزائية والعقوبات والدين والشرطة , لديه من الوقاحة في العصيان و ارتكاب الجرائم ) قال الشيخ( هذا صحيح ولكن الهداية من الله ) ولان ماذا تريد من الشيخ غراب قال ابن البايرة (حكايتك)نظر الشيخ غراب إلى ابن البايرة وقال (ارجع من حيث أتيت وأنسى حكاية الشيخ غراب, ارحم شبابك ) قال ابن البايرة (يا شيخ ثمن حكايتك رقبتي وأنا أعرض عليك رقبتي مقابل حكايتك ) شاهد الشيخ غراب الإصرار الواضح لدى ابن البايرة فقال له إذن تعال معي لكي أريك شيءأخذه الشيخ غراب إلى قصر عالي ودخل معه في إحدى الغرف وكانت هذه الغرفة مقفلة ومحكمة وبعد فتحها وجد ابن البايرة عشرات الرؤوس معلقا وكان منظرها مقرف جداً ,قال الشيخ( هؤلاء سمعوا بقصتي وهذا ما آل إلية مصيرهم, هل أنت موافق ) قال( نعم ) توجه الشيخ غراب وابن البايرة إلى الغرفة الخاصة لقص الحكاية له وكانت شديدة الإحكام فلا يمكن سماع حرف واحد خارجها وبدأ الشيخ غراب الحكاية.
إعلم يا بني إن الناس في كل أرجاء البلاد من شرق وغرب وشمال وجنوب لا يمكنهم العيش دون قائد يرشدهم و يدلهم على الطريق , وهناك نوعان من القادة أحدهم ليس بالضرورة أن يكون أعلمهم أو أرشدهم بقدر أن يكون أجرأهم وأكثرهم حيله فيجيد فن الإقناع , ويمسك العصا من المنتصف , والأخر يكون مؤمناً ورع تقي يخاف الله فيحكم بحكمه ويسددهُ والله ويوفقه للحكم بالعدل.و أنا كنت من النوع ألأول وصلت إلى الحكم بالحيلة والمكر والدهاء , وأعوان أشداء غلاظ في تنفيذ حكمي , حكمت ممسكاً العصا من المنتصف ساعة أطغي وساعة أسامح وساعة أفسد وساعة أصلح حتى جائت الغنيمة ,حسناء بهية ذات جمال ورق ودلال ,قدمها لي احد القادة كهدية حصل عليها في غزوتنا الأخيرة , فتزوجتها وأقمت احتفالاً كبيراً رقصت فيه الناس وشربت وأكلت ما لذ من الطعام , واستمر الحفل أياماً وليالي لم أفرح مثلها في حفلات الزواج ألاثني عشر السابقة .يا بني لم يدوم ذلك طويلاً ,حتى اكتشفت خيانتها ففي كل ليلة نحظر فيها الدفوف وتغني المغنيات وتعزف الألحان تبدأ بالرقص ثم تسقيني شراباً تعدهُ بنفسها لذيذ الطعم فأشرب حتى أرتوي وبعد قليل أفقد توازني وأنام كالمغمي علية وعندما استيقظ في الصباح أجدها بقربي على السرير ممزقة الثياب حالها يرثى له , استغرب الأمر كثيراً واسألها عن السبب فتخبرني بأني من فعل بها ذلك واني كنت مجنوناً ولم ترى رجل مثلي بهذه القوة و وحين أجد نفسي ناحل الجسم اصدق بها.استمر الحال فترة من الزمن وقلت في نفسي (ما الذي يجرى , أصبحت ناحل الجسم سريع التعب كثير النعاس بعد زواجي ) فراودني شك عظيم وفي ليلة من الليالي لم اشرب الشراب الذي قدمته لي وتظاهرت بأني اشربه ثم نمت كالعادة , اقتربت مني وصاحت (يا شيخ ..يا شيخ...) لم أرد جواباً ثم عادت وأيقظتني (يا شيخ... نمت ...لا أيقضك الله ..يا شيخ النحس ...لا قعدت ولا صحيت ...يا مشؤوم) كنت اسمع والغضب يتطاير كالشرار ولكني صبرت على نفسي وقلت مهلاً حتى أرى ماذا تفعل , ثم ذهبت ولبست أجمل الثياب و وضعت أطيب العطور و خرجت , نهضت على الفور وذهبت خلفها اتبعها من طريق إلى أخر حتى وصلت طريق الغابة ثم دخلت بين ألأشجار و الأحراش تمزق ثيابها وشاهدت القطع الممزقة من أثوابها السابقة , فلم أستطيع تصديق ذلك وهممت أن اقضي عليها بسيفي البتار ولكني قلت اصبر حتى ترى ماذا يحصل , وبعد برهة من الزمن أقبلت على مغارة ودخلت فيها وأنا من ورائها دون أن تعلم, وبعد دخولها صاحت (يا قرة عيني ومهجة روحي ) فخرج لها عبد اسود صاح بها (لماذا تأخرتي أين كنتِ يا عاهرة) قالت( انتظرت إلى أن نام ذلك الملعون) اسودت الدنيا بعيني حين سماعي ذلك فقلت( سوف أحرق قلبها لا اقتلهما الآن) وبعد أن قضى حاجته منها ضربها وقال( عودي إلى ذلك الأحمق ) وحين خرجت انقضضت علية كالليث وقطعت رأسه وعدت مسرعاً قبل أن تعود هي إلى القصر وذهبت إلى السرير كأني على نوميوفي الصباح , كالعادة, كان جوابها مماثلاً كما في كل مرة وبعد مرور وقت قليل وضعت رأس العبد (بمناسبة رأس العبد من منكم يتذكر نستلة رأس العبد في العراق كان طعمها لذيذ ) في طشت وغطيته بغطاء وناديتها ثم قلت لها ارفعي الغطاء وحينما رفعت الغطاء ورأت رأس العبد شهقت شهقة عظيمة وصرخت فركضت إلى صندوق وأخرجت عصى وتقدمت نحوي وصاحت بكلمات ثم ضربتني وقالت( كونك جلب (كلب) فأصبحت كلب .
أخرجتني ركلا إلى خارج القصر وأصبحت في الشارع أرى الناس تمشي وأنا أتصرف مثل الكلاب أهرب من المارة ,فيركض ورائي الصبية يضربوني بالعصي والحجارة ,أصرخ عليهم ولكنهم يسمعوا مني النباح وتواريت بين الأشجار وبقيت اندب نفسي متحيراً في أمري كيف حدث هذا الأمر , قرصني الجوع وخرجت ابحث عن طعام فكلما اذهب إلى مكان يطردوني دون أن أأكل شيء حتى وصلت إلى جزار فوقفت أمام دكانه , قام هذا الجزار ورمى بقطعة لحم إليَ ذهبت لها شممتها ثم ابتعدت عنها ووقفت مكاني ثم رمى بقطعة من الشحم فلم أتقرب منها تعجب الجزار ولما رآني انظر إليه أقترب مني فلم أهرب وقال(ماذا دهاك أيها الكلب لماذا لا تأكل ) ثم ذهبت نحو الدكان وفتحت الصرة التي كانت هناك وأكلت الخبز والتمر فقد كان غداء الجزار , والجزار يتعجب ويقول ( حقا هذا أمر عجبا , كيف لا يأكل اللحم ويأكل الخبز , سوف أأخذة إلى المنزل عندما ذهب بي إلى منزله وضعني في باحة المنزل وثم جاء بزوجته وهو يخبرها بأمري ,عندما رأتني صاحت وغطت وجهها وقالت(يا أبو فلان ما هذا كلباً) قال( ويحك فما يكون,ذئباً مثلاً ....هل جننتِ , وأغاب الله رشدكِ ,فلا تعرفين الكلاب) قالت (لا أقصد ذلك ...ولكن هناك سر , وأنت تعلم باني كنت أعمل مع العجوز شواهي ذات الدواهي) قال (أيكون رجلاً) قالت( بلا شك, سوف أحظر العجوز إلى هنا) ذهبت المرأة على الفور فلم تغب طويلاً حتى عادت معها عجوز أن رأتها الحامل للفور تجهض جنينها من الفزع , تقربت إليً وصاحت( رحماك ربي هذا رجل )ثم أدخلتني الدار وصاحت على المرأة بأن تجلب لها أشياء وأدوات , وبدأت العمل وهي تتكلم بكلمات لا انزل الله بها من سلطان وبعد أن انتهت رشت علي بعض من الخليط الذي صنعته فأحسست بعصر وألم حتى رجعت إلى سابق عهدي الشيخ غراب , وحين رأوني ذهلوا وخافوا فقلت لهم لكم الأمان فلا تخبروا أحد بذلك , أخذت عليهم العهود والمواثيق وقالت العجوز شواهي خذ يا شيخ هذه العصا و اتلوا هذه الكلمات ( ..............ثم أضربها وقل لها كوني على الهيئة التي تريدها أن تكون)خرجت مسرعاً نحو القصر ودخلت عليها فوجدتها تبكي وتنوح وقد عملت(( صوباط) (صومعة)) وضعت الرأس في داخله وسط الغرفة عنها هممت لضربها ولكني تعثرت وسقطت لما انتبهت شرعت إلى العصا وضربتني من جديد وقالت( كونك حمار) فتحولت إلى حمار.
صرخت على الحاجب فجاء مسرعاً وقالت (خذ هذا الحمار وضعه مع حيوانات الشيخ ),أخذني الحاجب و وضعني في الزريبة مع الخيل والحمير , فكانت ليلة حقيرة تمنيت الموت على هذا الأمر , وفي الصباح أخرجوني مع بقية الدواب وربطوا اللجام والمحراث علي وساقوني إلى الحرث في البداية لم أتقدم خطوة واحدة وأبيت جر المحراث فأنهال علي بالسياط ذلك الغبي الفلاح الموكل لزراعة الأرض التي تعود إلي وقلت(إذا عدت إلى طبيعتي سوف أعاقب هذا الفلاح شر عقوبة...لقد آلمني كثيراً )وبدأت الحرث في أرضي منذ بزوغ الفجر إلى الغروب ويعطوني الحشيش لكي آكل فأتجرع المرارة في كل يوم حتى دام ذلك عدة أيام وفي اليوم التالي جاء السايس وقال للفلاح نريد الحمار و أخذني ذلك السايس وحمل على ظهري القطن وجال بي المدينة , يا بني إن سكان مدينة الشيخ غراب كانوا يتكلمون علي فقد كنت أثقل كاهلهم وعيشتهم أصبحت صعبة وسط الضرائب وعلمت وأنا (حمار), كم كنت قاسي على الناس وأنا (إنسان ) فقررت أن أهرب , فانتهزت فرصة تفريغ الحمولة من على ظهري وانشغال السايس وهربت أجري بسرعة و السايس من خلفي حتى دخلت الغابة ففقد السايس أثري وبقيت في الغابة مدة من الزمن أأكل من حشيش الأرض ونباتها مهموم حزين أفكر كيف سبيل الخلاص , حتى تذكرت شواهي ذات الدواهي وقلت كم أنا حمار لماذا لم أفكر فيها , وكيف لا وأنا فعلاً حمار .وللحال ذهبت إلى بيت ذلك الجزار حتى وصلت فطرقت الباب بحافري , فخرجت المرأة وعرفت في الحال أمري , أدخلتني إلى البيت وذهبت ونادت العجوز شواهي وحررتني , فعدت الشيخ غراب , قالت العجوز (يا شيخ دعني أتولى أمر هذه الفاجرة ) فقلت (لا ...سوف أقوم أنا بعقابها هذه المرة ) و أخذت العصا و ذهب وكلي عزيمة بأن أأخذ ثأري فتسللت إلى صومعتها وهناك سمعت أنينها وبكائها ,انتهزت الفرصة وضربتها ونطقت لا شعورياً (كوني دجاجة فصارت دجاجة , فتعال وشاهدها ), فأخذ ابن البايرة إلى المرحاض كان سجنها أكلها وشربها من الكنيف) هذهِ قصة الشيخ غراب ....... والآن أعطني رقبتك فقال ابن البايرة (لك ذلك ولكن دعني أصلي ركعتين على سطح القصر ) قال (هل تفكر بالقفز , القصر جداً عالي فإن قفزت سوف تموت على كل حال أذهب وصلي) ذهب أبن البايرة مع الشيخ غراب حتى وصلا إلى السطح فتوجه أبن البايرة إلى الصلاة ففرش البساط وطرقه طرقات عليه وقال (خذني إلى ديرة أهلي ) فطار البساط إلى أعالي السماء وقعد الشيخ غراب يندب حظه ويقول افتضح سرك يا شيخ غراب ...يا فضيحتاه.وهكذا في ظرف وجيز جاء هذا البطل ومعه الأمان والسلام إلى وطنه الحبيب , وبعد الاستقبال والترحيب قص على بنت الجان وأبيها القصة فقالت بنت الجان( إنها صحيحة , وأنت بطل , بعد إذن والدي فأنا أعرض عليك الزواج ) وهكذا تزوج أبن البايرة من بنت الجان وحكم البلاد إلى إن جائهم هازم اللذات ومفرق الجماعات

ارهاصات زمن الذكرى

آهاتها الثكلى تناديك عبر الزمن وتشق طريق الوعر رغم المحن لتهل اليك وتخبرك عن الريح التي عصفت والامواج التي هاجت ،اراها تناديك من خلل الاحزان تكشف عن اسرار جمالها لك وحدك وتريك لؤلؤها و زمردها وترجوا منك نظرة اخيرة تنم عن احساسها الازلي لحبها لك ، أتعلم ما كان حالها اليوم بعد ان رحلت عنها دون سابق انذار اصبحت سجينة و وشاح السواد يلفها وتعلوا اصواتها نبرات امل ضائع ،لقد اختفيت عنها دونما سابق انذار وهي الان محطمة يا صديقي.
لم اكن اعلم ان القدر اراد ان يكون انت الضحية ولو كنت اعلم لما خرجت معك في تلك الليلة ، ليلة لا تنسى ابداً لما لها من رعب عميق........ صديقي ... اخذتك يد الظلم وزجت بك في سجن الجور الذي عانيناه معاً ولم استطيع فعل اي شيء حيالك ، واختفيت عن مسرح حياتنا ( زوجتك- امك- ابوك - اخوك- صديقك وهو أنا) وبدأت آهاتها تناديك عبر الزمن منذ تلك اللحظة .
و بعد مرور الايام التي كشفت الغبار جائتني مسرعة وشفتيها باردتان وعيناها غائرتان وقالت بذلك الصوت الحنون الذي هز كياني ، قالت والدمع في مقلتيها اذهب الى زنزانة الاحزان وابحث في عالم النسيان علك تجد بقاياه وتجلبها الي حتى احضنها واتمرغ في وحلها و استنشق رذاذ ترابه الطاهر .
اذهب ارجوك ... وسرت في جسدي رعشة ونظرت لعينيها وكأني اقول كيف اجد سراباً ولكني اطرقت براسي وتقدمت بخطى اليأس خطوة خطوة حتى وصلت الى موضع الالم ،وانا في طريقي سبقني صوتها الى هناك (اين ذهبت، اين انت)واشتركت مع صوتي ايضاً (اين ذهبت اين انت ) ولكني اعرف الجواب انا هناك عند الرفيق الاعلى و اعلم انه قد رحل الى الابد غير ان الخطى تجرني الى ذلك المكان .
وانا في الطريق انظر من حولي فأجد الكثيرات على شاكلتها والكثيرين على شاكلتي يمشون بذات الخطى وهم يطرقون رؤسهم و يخترق الصمت اصوات سبقتهم الى ذلك المكان صوت طفل(ابي) وصوت انثى (زوجي ) وصوت فتاة (حبيبي) وصوووووت أم (ولدي ) وصوت اجش (ابني) وصوتها (زوجي -زوجي- زوجي)
دخلت ذلك المكان فشممت روائح الدماء وسمعت صراخ المستصرخين في تلك الدهاليز وتلك الغرف في ذلك المكان ووجدت من يبحث عن رفاة او عن هوية اولباس الموت لكن لا جدوى حتى الارض نفضت التراب عن باطنها لكن لا جدوى .
حتى سمعت مجدداً آهاتها الثكلى مع الكثير غيرها والان زوجة صديقي لقد تلاشى زوجك ولا نعلم هل الارض احتضنتة ام السماء وكفى الان فاحبسي انفاسك
كما تقول فما عادت الانفاس تجدي نفعاً بعد ان هزل الامل واستحال الى شبح انسل من بين القلب والشغاف ليرحل كما رحل هو في رحلته الابدية بدون عودة مخلفاً ورائه الام والحزن , تاركاً الشوق لي وحدي يغرس سكينتة الحادة فتخترق الاحشاء .
كنت اتمنى ان لا اسمع هشيم قلبها المتناثر على دروب الصمت او ارى دموعها تتساقط في بركة الحزن ولكن لا بد من مشاركة النساء مثيلاتها فهذا القدر الذي كتب بخط عريض على جبينهن ,فيا زوجة صديقي اعيدي للحياة صديقي من جديد وأجعلي الشبل من ذاك الاسد
سوف أنذر عمري وسعادتي ثمنٍ لقاء ابتسامة الربيع في شفتيه وان ينظر العالم بعيون الصقر حتى يواكب مسيرة السير على خطى المجد والرقي فهذا الشبل من ذاك الاسد
زوجة صديقي اعيدي الى الوجود صديقي فإن كان للعمر بقية اريد أن يكون الابن صديقي

لكَ من العينين البريق ذاته ولكَ في الجبين المقطب طلةٌ تشابههُ وابتسامتهُ تأخذني الى ميادين مرثونية وزحام التمعن في تفاصيل الماضي ,منذ ان إتخذته على عاتقي في الرعاية الغير مباشرة وانا أزوره في رتابة وهو يكبر رويداً ....رويدا....فلم يأخرني عنهُ الزواج و لا المولودة الجديدة كان يناديني بالعم وكنت اناديه بالشبل .والان يا زوجة صديقي لقد أطفت ملامح الصباح على وجهه الرجولة الحقى وبات هذا الشبل يتقن سبل الاسد ,اما آن أن يكون صديقي .وَجدتْ هذه الصفحة من دفتر الذكريات لوالدها بعد رحيلة عند غفور رحيم وأما البقية كانت غير واضحة فالزمن ابلا تلك الورقات ومسح الحروف الا من هذهِ الصفحة والسطر الاخير ( يا من كنت الاب والوالد الذي شملني بتلك الرعاية حتى وصلت الى هنا لاركب الطائرة متجهاً الى عالمي الجديد , سوف ابعث اليك الرسائل دون إنقطاع .....يا صديقي )

الخميس، 18 فبراير 2010

من ليالي السهاد المؤرقة

ليلة ٌ في العشق

ليلة ً ليست مرعبة و لا متعبة
إنما هي كل السعادة َ المترفة
هي أني أبتسم حين أذكر بسمتها
و يرش الخيال رذاذ الندى عطرها
هي آفاق عمري الذي ابتدأ
وعنوان صفحتي المترفة
ليلةً ليً بعد أن عرفتها
ليلةً لي في عشقها


ليلة السأم

غبار كثيف يغطي الغروب
فيستحيل إلى ظلام
في يومك المشهود
وتختال الدموع نحرك المخضوب
و صدرك السليب
تستبيحه السهام
تزرع الرعب في القلوب
ليلٌ كئيب , أسود ٌ مريب
يفزع الصبية في الخيام
فتضطرب الخيول
لكثرة العويل
و الغبار الكثيف يعتنق الظلام


ليلة ً ليست كباقي أليالي

الصمت فيها يسرق ضوء المصابيح
والقمر المحاق , يردد الترنيمة يستريح
والبرد ينشر ثوب الصقيع القصير
فيجمد حتى المدافئ , ويرتجف القلب الجريح
والليل يثقل الدماغ بطنين أجنحة البعوض
والعين تسعى لبصيص يخترق الصفيح


وهذهِ ليلة بدأت منذ نصفها

بعـــــــد منتصــــــــــــــــــــف الــــــــــــــــــــلـيل


بعد منتصف الليل،ذكرتها ،ارقت
هدهدَ سكون الليل عيناي بالبكا
اسبلتها بالدموع غرقت
وزادني حلمي المٌ فاشتكى
باناملي مسست جبينها
ومن شفتي قبلةٌ على وجنتيها انفجرت
في حلمي كأني اشرب كاس السعادة مترعا
بعد منتصف الليل يا حلمي كفى
دع ظلام الليل ينتشي من النائمين الالما
مالك.. الست في عداد النائمين؟
أفي خاطرك جالت؟
ام في دجى الليل بين عينيك الغفوة زالت
من حولك ملامح الفجر لاحت
مال عينيك للنوم ان مالت
بعد منتصف الليل اسفاً
على الايام قد مرت
وبعبائة سوداء قد لفت
وعيناي تنظر والدمع فيها
تنظر الان بعد ان جفت
ونز الدم من قلبي دموع
فجفوني اليوم قد كلت
بعد منتصف الليل ناديت
من قرار قلبي اهديت
اليكِ صوتي محطما الاغلال
احبيني...... اقربي مني ....احبيني
بعد منتصف الليل ارقت لاني ذكرتها


بكاء بعد ليلة الفراق



بكت الزهور حين رحلتِ
فلا عينٍ تراقبها
و لا كفٍ يداعبها
بكت الزهور حيث النوم فارقها
والجدول الصغير بماءهِ الخرير
قد أناخ الرحل عن مشاربها
و غادرها حتى الندى
حتى الفراشات
حتى النجوم في ليلها
بكت الزهور إن الرعب حاصرها
فلا حبٍ يطمئنها
و لا صوت يسامرها
بكت الزهور حيث الموت لا حقها
ان الموت لا زمها
فقد ذهبت محاسنها
وقد ذبلت مفاتنها
بكت الزهور اخرمالها دمعات
هذا الموت آخذها


طريق العاشقين


مَررتٌ ليلاً في طريق العاشقين
قالوا من مشاه يرق قلبه المستكين
فيغفو على مصابيح السنين الرتيبة
تنشر الضوء الخافت الحزين
ويغدق الذكرى بلون الكحل يكسيها
شبحاً تارة وأخرى طيفها أنين
وترى على أرصفته الهوى, يستجدي
الحب المعذب في قلوب المُتعَبين
وذاك الخداع يرتدي قناع المتيم
ويطلق النظر المرصع بالحنين
والطريق ليلاً يراقب من يمر
ويشتري الذكرى ونظرة الخادعين
طريق العشق والليل المعنى
فيكَ ما أُخبرتُ من قول ِ القائلين
أم تراه خوضاً من لسان ِ الشر
المبيت لموتك في قلوب العاشقين
يا طريق العشق في ليل السواد
كن دليل الحب في عيون الآمنين
واجمع الدمعات كماً من عيون
ثم اسكب الدمع في كؤوس الظامئين


من الليالي الماضية



الواقع
اذا تكلم
لايعقلة انسان
لايتوقعه متوقع
ولايعلمه احد الا الله وانا
هو المر بل اكثر مرارة
هو النار بل جهنم
يبدي شيء ويخفي شيء
ويموه
يدس السم في الاجساد
ويخدع ويخرب وغير هذا كثير
لكنه صامت صمت الجلمود
وماذا يتكلم عن من
عن الوهم ام الفسق
ويخبر من؟
لا تحصى نذالته
هو الواقع
لامفر منه هو الواقع
حتى الموت هو الواقع
24\6\1996
.................................
بعد اللقاء
تصاعدت الانفس
تنهدت الصدور
اشتبكت الاصابع
فطوقت الحلم
وذابت بين اتراف الحبيب
ولمسات خد القمر
وحرارة الافواه
تخرج انغام حب
وترقص مع الريح
على اوتار زمن اللقاء
حتى سقطت على الارض
بقدر ما كانت ترقص
وانتفضت
مودعة العيون
واغرورقت بالدمع
فاض خد القمر وانتهى اللقاء
25\6\1996
....................................
هناك في البعيد العشب الاصفر
خاوياً ينادي المطر
اهطل بقطرات السحر
وارقص مع اقدام الحوريات
التي خرجت من البحر مترجلة الاسماك
تاركة العنان لها لتمرح
فوق العشب الاصفر
تطرب وتعلو ضحكاتها بصوت رخيم
وضاع صوت العشب
وانين حناجره وازداد الالم
حتى استسلم
12\7\1996
............................
ماذا بعد ؟
لايوجد سوى الماء والهواء
أتريدهما ؟
لاينفعانك اتركهما لي
ماذا بعد
الصباح ام الليل

الغروب ام الشروق
قل
ماذا ؟
روحي
ليست ملكي
الحياة
خذها1\9\1996



هائم الليل

مقطع من ليلةٍ سريعه

نشر الحنين اجنحته وحلق عبر الظلام
يناشد القمر والنجوم التي لا تنام
عن صغير الحب هل سلك النوى
في طريق القفار تائه في هيام
وهل كان ضمأن تفطر قلبه
عشقاً ومن نار الجوى السقام