السبت، 20 فبراير 2010

حبيبتي من ذاك الطراز

حبيبتي من ذاك الطراز
ردد جدي ابيات شعر استلهمت وجدي
تباعدنا فلا حزنٌ على ما ضاع من قربِ
وما الحب الا رحلة استلت قوى القلبِ
قلت: من قال ذلك جدي
قال: انه السياب يا بني
قلت: ولماذا تردد هذا البيت دائماً
قال: آه.....انه ذكرى
قلت: مِن السياب
قال: لا.. كلما تذكرت حبيبتي انشد هذا البيت لاني فعلاً لااحزن على
فراقها لوجود الذكرى فكلما اتذكرها تغمرني السعادة
قلت: ياه................ جدي اتحمل كل هذا الحب
قال : واكثر يا بني
قلت: حدثني عن الحب في زمانكم يا جدي المرهف
قال: اعلم يا بني ان الحب خيال يعبق الارجاء بالسعادة لأننا نبحث
عن السعادة في الحب
كنت مثلك شاب وسيم اثرت على نفسي ان اكمل دراستي في
المدينة ويجب علي ان استقل الباص الخشبي متجهاً الى المدرسة
،وفي كل يوم تأتي الى موقف الباص ملتفة بالعباءة السوداء ويشع
وجهها بالضياء كانة فلقة القمر في ليلة اربع عشر ونظرت لها ملياً
في كل يوم حتى انتبهت وعلمت بامري اني اطاول النظر اليها آه
ذراعها عندما تعطي الاجرة تمد بيدها فتزدان الاجواء بالربيع هذا ما
كنت اشعر وعدة مرات اصعد الى الحافلة وابقى واقف قرب مقعدها
وفي يوم كانت الريح تهب بسرعة وتدخل عبر النافذة وتطير عبائتها
وتسقط عن رأسها ويطلق لشعرها العنان ولجيدها بريق خطف
بصري ويطوقها سلسلة الذهب
آه ......يا بني وقعت بغرامها (مرت فلامس شعرها شعري
فأذا الهوى بجوانحي يسري
قلت: وهذا يعود الى السياب ايضاً
قال : نعم
قلت: أغرمت بها لأنك رأيت عينيها وشعرها ،إننا نرى اليوم الكثير من

العيون والكثير من الأعناق ولم نغرم بواحدة
قال :زماننا ليس زمانكم إننا لا نرى البنت ولا نرى مفاتنها لأنها
لا تظهرها كما اليوم كانت البنت لا تضع الزينة إلا عند الزواج
وفكرت بكلام جدي وحلمت بحبيبتي من ذاك الطراز القديم
حدثني جدي عن حب قديم
راود فكري والزمن الهشيم
يطرق أبواب الزمان
عله يجد المكان
والليل رافقني نديم
وعاد لجدي حبه القديم
بعد كل عام
من زمن الوئام
وقلت يا جدي أريد
زمنك الحر الطليق
يناشد الحب السليل
في زمني هذا العليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق