في ما مضى
كان هناك غابةٌ من نخيل
في ارضِ السوادِ
تقيم حفلاً في الظلام
تغازل الكروم و الحمام
تجاور الجداول و الانهار
تعيش مع الربيع في سلام
تصافح الطيور في الخريف
تسامر الشتاء في الظلام
و صيفها رطب ٌ نظير
و سعفها ظلٌ وفير
تحتضن الانسان حين ما ينام
تغازل الفلاح
في حفلة الاتراح
في ما مضى تحتفل النخيل
في ارض السواد
كان ذاك قبل ان يأتي الرماد
و ينثر الرذاذ في العيون
و يضرب الواحات و الحقول
و النخل فازعات
تستصرخ يا مغيث
فينتفض الفلاح
و المعول القديم
في يدهِ حزين
يخاطب النخيل
هلموا بنا للرحيل
الطير غادر و الكروم
و الليل ذا يستبق الصباح
هلموا بنا يا نخيل
النهر بات يسقي الارض بالدماء
و المعول بيدي يشكو العناء
يا نخيل ....
يا نخيل
اقتلع الجذور
هيا معي نطير
تبسم النخيل
و قال يا فلاح
اذهب للنجاة
ان جذوري عانقت التراب
و ان متنا يا صديق
تدفننا ارض السواد
تدفننا ارض السواد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق