الخميس، 19 مايو 2016

الصمت المريب

مالي لا أرى احد
و لا اسمع
كأن الشمس لم تطلع
كأن الكون قد نام
سبات الليل في المخدع
و لا اسمع
خرير الماء في الجدول
و ان الريح لا تقوى
غبار الارض ان ترفع
و ساد الصمت يمحقنا
و عين الظلم  لا تدمع
ركام الموت في بلدي
ظلال  الخوف لا تجزع
 و تذبحنا جموع الكفر
بالتفجير و التهجير لا تشبع
و هذا العالم الخائب
ضرير القلب و المسمع
فكم نادت فلسطين
و بُح الصوت لا ينفع
و كم نزفت في لبنان
خضاب لونها يلمع
و ما يجري بأرض الشام
طقوس الموت لا تهجع
وفي يمنٍ ظلال الحرب
كالطوفان حينما يبلع
و في بلدي عراق الحب
تقطع صار كالبلقع
اما يكفي
أيادي الحقد و الترويع
و خنزيرٌ لها يدفع
اما يكفي
بني صهيون عن ذبحي
و أعراب لهم تخنع
و هذا العالم المأفون
 كأشباحٍ  بلا قلبٍ و لا مسمع

الأحد، 15 مايو 2016

دهاليز خواطر

الحلقة الاولى
قدر الوجود صناعة او تكوين

بِسْم الله الرحمن الرحيم
بداية الحديث  مثل بدايتي في هذا الكوكب يشوبها التساؤلات و الغموض و يحتل الجانب الغامض الجزء الأكبر لكون البداية هي السؤال عن قدومي الى هذه الدنيا في هذا الوقت و لماذا انا بالذات من بين ملايين الخلايا و حسب التقارير العلمية الحديثة هناك ما يقارب خمسة و ثلاثون مليون خلية منوية ذكرية و أنثوية  تسلك طريقها بشكل غاية في الاتقان نحو البيضة الوحيدة في رحم المرأة و يدخل حيمن  واحد فقط الى داخل البيضة ثم تحصن البيضة نفسها فلا يستطيع البقية الى الولوج داخلها في الأمور الاعتيادية بعيد عن شواذ القاعدة و اقصد هنا التوائم و ما يهم الان في الموضوع هو أني تكونت في هذه البيضة دون الآخرين هل انا كنت الحيمن الأسرع او الأمهر في الوصول او الأذكى في التعامل مع الظروف التي اهلتني للدخول داخل البيضة او هي الإرادة الإلاهية في ان أكون انا لا غيري في الوجود في هذا الكون ما هي الميزة التي أراد بها قدر الله الي ان أكون ضمن هذه البشرية  و لماذا في هذه الحقبة بالذات لِمٓ لٓمْ أكون في زمن العصور القديمة مثلاً او في القريب المنصرم و هناك آلاف التساؤلات التي تجعل مني في دوامة لا تنتهي .
الحقيقة التي أدركها هي أني موجود فعلاً الان منذ ولادتي الى هذا الوقت لم ادرك بعد سر وجودي خصوصاً ان الحياة التي عشتها عادية جداً لم يميزها ما هو مميز مثلاً لاعب كرة مشهور او مسؤل كبير في منظمة او دولة او مؤسسة و لا حتى من العلماء او المتدينين او الثوار ولا حتى المجرمين او الطغاة كما بين ذلك التاريخ  فما هو السر يا ترى كيف لهذا العالم ان يميز بين المغمورين و اللامعين في سماء التاريخ .
يذكر التاريخ الكثير من المعالم البشرية  امتطوا صهوة الشهرة و الإشارة اليهم بالبنان كرموز و قادة و ابطال و كذلك مجرمين و قتلة و هم الذين بدأوا مثلي محض نطفة ربما خرجت في أوج متعة بين زوجين لا اكثر و من بين الكم من الحيامن خرج واحد من أولائك الذين يتغنى بهم التاريخ  ثم نقرأ ان هناك شخص كان يتهرب من الدروس يكتشف قانون يغير العالم برمته او ان قاتلاً بالجملة يصبح رمزاً و تقام له التماثيل او ان كاتباً ابهر العالم بكتبه او ان شخص يقود و يغير أمة كاملة  و أمثلة كثيرة جداً لا يمكن حصرها لذا تراودني التساؤلات هل الاقدار تصنعهم ام الإرادة الإلاهية تبدعهم و ان كان العقل يلهمهم لماذا لا يلهمني او لأنني كسول و خامل التفكير ام هو نسل اجدادي الذي فُطر هكذا من مغمور الى مغمور .

الاثنين، 19 أكتوبر 2015


مسامير

افعى من الغرب

 

دخلت من تحت الغطاء تتمرغ على جسدي كأفعى تتلوى احتلت جسدي من اخمص قدمي حتى رأسي جائت كي تفرغ سمومها و تشبعني لدغات قاتله و قالت : انا الوحيدة التي تسري الى الجميع بلا حدود فقد جئت من بلاد الغرب البعيدة الى الصحراء لتكون موطني و تكون مقبرتك وها هنا اضع البيوض  , قالوا ان الافعى عدوا و نخشى في هذه الايام من تحقيق الاحلام .

 

بالمقلوب

استيقض على انغام المنبه , قام يترنح حتى اتم حاجاته الملحة خرج من المنزل متوجها الى العمل لكن في الطريق و جد جميع الصور و الشعارات رأساً على عقب  و العبارات الرنانه التي يقرأها كل يوم اصبحت بالمقلوب  و الصور جميعها بالمقلوب , تساءل هل اجتاحت البلاد عاصفة هوجاء ام ماذا كل شيء بالمقلوب  وقف برهة من الزمن يحاول ان يصدق انه ليس في حلم و في هذه الاثناء امتلأ الشارع بالمتظاهرين ينادون باقالة الحكومة لانها منحتهم الامان لاعوام  و جعلت لكل مواطن بيتين اثنين و سيارات نفاثة و من بينهم متظاهر يصرخ  بلد بلا ايتام  و لا ارامل لا يستحق العيش .

 

تلصص

 فقط في الاحياء الشعبية  اسطح البيوت مشتركة  لا يفصل سطح عن الاخر سوى جدار ضئيل كما ان البيوت لها حوش بلا سقف  عندما  تطل الى داخل البيت ستشاهد جميع الغرف  هذا ما كان يفعله عندما يتلصص الى داخل البيوت الامنه عله يشاهد مقطع من مقاطع الاثارة  ليشفي مرضه السقيم  , لكنه شاهد مقطع من حرم الغرفة المقدسة لديه  جعله مجرم  و القاضي حكم عليه بستة اشهر لكونها قضية شرف .

 

 

بين القرار و القدر

قصة قصيرة

 

لفتها بخرقة بيضاء ثم حملتها و خرجت بها الى الشارع في ليلٍ بائس مثل حظها تماماً و حظ المولودة الجديدة المشوهة رغم حملها المهدد و ولادتها العسيرة خرجت كما وحش صغير ملامح مخيفة و مقززة نكرها اقرب اثنين امها و ابوها حتى لم يحملها و من المستحيل ان يفكر بتقبيلها فوجئ عند رؤيتها اول مرة و خرج مسرعاً قال لا اريدها دعوها في المستشفى لا اريدها قلت لها مراراً دعيها تسقط لكنها ركبت رأسها و ها هي النتيجة طفلة  ليست من البشر قالت عمته يا بني هون عليك يجب ان تستغفر الله ليس ذنبها و لا ذنب الطفلة هذه مشيئة الله قال يا عمتي اعلمتنا طبيبتها بالامر مبكراً و قالت اظهر السونار طفلة مشوهة من المحتمل ان تموت عند الولادة لكنها اصرت على اتمام الحمل و ولادتها و ها هي النتيجة جنت على هذه الطفلة بالعذاب و المصير المجهول انا لا اريدها .... لا  اريدها  قالت لكن ... قطع عليها الكلام صارخاً لا اريدها .

امي كيف لي ان اقتل نفس حرمها الله  لا استطيع قالت امها ابنتي ولادة طفل مشوه اكثر جناية من اسقاطه تصوري ذلك ان عاشت هذه الطفلة كم من المعاناة سوف تتحمل و كم من الامراض تعاني منها و فرصها في العيش طويلاً من المستحيلات هذا ليس كلامي بل هو كلام الاطباء و نصيحتهم لي في بادئ الامر هي الاجهاض و لكن انت من اراد ان تبقى رغم محاولات زوجك لاقناعك رفضتي , الان كيف تتعاملين مع الموقف اخبريني.

قالت : لا اعلم يا امي ليس بيدي شيء اعمله الان اصبح الوضع اكثر مسؤولية خصوصاً عند ولادتي لها .

فكرت ملياً في ايجاد مبرر واحد للاقدام بمحاولة اعدام الطفلة لكن دائما ما تتراجع عن التفكير ليست هي من تقرر القتل و فناء مصير نفس جائت الى الحياة هي لم تكن يوماً مشرعة او صاحبة قرار منذ ولادتها حتى يومنا هذا كان عليها تقبل قرارات اهلها بالحرف لن يؤخذ رأيها بشيء حتى بزواجها او اتفه الامور اطلاقاً فكيف ينتظرون منها البت بموضوع من اخطر المواضيع الا وهو قتل نفس بريئة انهم مجانين كيف يحكمون بما ليس لهم حق من يستطيع منهم ان يرى المستقبل من اخبرهم ان الطفلة سوف تعاني في حياتها .

ليس لها نظرة بعيدة هذه المرأة لم تفكر يوماً بعقلها ابداً رغم اني تكلمت معها بالحقائق الملموسة في حياتنا و شواهد و امثال في الحي نفسه الذي نسكن فيه كم عانت ام وحيد مع طفلها المعاق حتى اصيبت بأنزلاق الفقرات و اضحت طريحة الفراش و النتيجة مات ولدها بعد صراع مع المرض و الاعاقة و العجز و هي اصبحت كسيحة لا تستطيع المشي او النهوض حتى .

او تلك التي كان تشوهها سخرية الاطفال و مضايقتهم لها ثم اصبيت بالاكتأب و غيرها الكثير , لم اكتفي بذلك فجلبت لها فتاوي شرعية تبيح لها الاسقاط غير ان كفة غبائها رجحت بالاصرار على موقفها , لها ذلك  ابلغوها ان تأخذ الطفلة و تبتعد عن البيت لا اريدها و لا اريد طفلتها لترحل بها اينما تشاء .

لفت طفلتها بالخرقة البيضاء و خرجت في الليل تسير نحو قدر بائس تقتادها خطواتها الى مصير مجهول فتوقف تفكيرها و تشابكت سبلها و اضمحلت نسائم الهواء كادت تختنق حتى الاغماء فنزلت الى وسط  الشارع بلا شعور و انتباه فقد ضاع القرار و حكم القدر لتكون النهاية فصدمتها  سيارة مسرعة قضت عليها بسرعة و تجمهر الناس ليجدوا الطفلة باكية في خرقة بيضاء  و الام ميتة غارقة بالدماء .

ضحكات في الطابق العلوي

لا يعرف من اين يبدأ اللعب هل يذهب الى الطابق العلوي ام يذهب الى الرواق الخلفي او يصعد الى السطح كل هذه الاماكن متاحة له اليوم و خصوصاً عندما يكون وحده في البيت من النادر جداً ان يبقى وحده كما من الممتع جداً ان يحتل البيت برمته فلا تصرخ علية امه او اخته الكبرى و لا حتى اخوه الصغير يبكي على كل شيء يمسكه او يلعب به اليوم هو يوم مميز سوف يلعب بحرية تامة ابتداءً بالعاب الفيديو  و من ثم كرة القدم حتى يلعب  بالالعاب التي ملأت خزانته سوف يلعب لحين عرض المسلسل الكارتوني الكابتن الشجاع كما يسميه هو تابع حلقاته كاملة و تفاعل مع احداثة حتى في الكثير من الاوقات يسرح في خياله الخصب معه فأطلق تسميات ابطاله على لعبه يحكي لاصدقائه في المدرسة احداث المسلسل في كل يوم .

لم يقبل الذهاب مع العائلة لحفل زفاف اقاربهم في اللحظة الاخيرة  وافق والداه بان يبقى في البيت و لكن بشروط عدة ان لا يلعب في المطبخ و ان يجوع يفتح الثلاجة فقط , لا يذهب قرب الطباخ او اسطوانة الغاز كما لا يلعب بالكهرباء او يسبح في البانيو مع تعليمات ليس لها من مبرر كما كان يعتقد و لكن هي كلمات تسبح في الفضاء و ليس لها دعامة تسندها لا فرق ان خرجت من فم والدته او ابوه كلاهما يتكلمان فقط كلام في كلام و تهديدهما ايقاف التنفيذ لم يتخذ ابوه اجراء في حقه بعد عصيانه و عمل النواهي التي ينهاه ابوه منها كذلك امه تهدد بالحرمان من الطعام  او اغلاق التلفاز و غير ذلك .

لعب كثيراً في جميع الالعاب و من ثم شاهد مسلسل الكارتون كانت حلقة مثيرة و مرعبة في نفس الوقت حيث ظهر اخيراً وجه الشرير المخيف تملكه الخوف لكن يجب ان يكمل الحلقة انه كارتونه المفضل  احس بالجوع فتوجه الى الثلاجة و اخرج قطعة الكيك مع عصير و شرع بالتهامها ثم غفى على الكرسي الذي كان يجلس عليه لا اراديا ً لكونه نهض مبكراً اليوم على غير العادة , سمع ضحكات تعلوا في البيت نهض فزعاً و كل ضنه اهله قد عادوا لكن لم يجدهم و ذهب الى الرواق الذي يؤدي الى الطابق العلوي فسمع الضحكات صادرة من هناك في الاعلى صاح من هناك  هل انت ابي و مع من تضحك لكن لا جدوى لم يرد احد عليه اراد الصعود و لكن شعر بالخوف الشديد فقد حل الظلام  مع ازدياد الضحكات ثم سمع دوي و انفجارات يبدوا ان احداث المسلسل الكارتوني جرت في الطابق العلوي و سمع صراخ الشرير و هو يهدد الابطال و كان صوته جهوري يرعب الجميع يا الهي ما ذا يحصل اذهب  الى سريري و اختبئ ....لا...لا .... لا... يجب ان اخرج خارج المنزل لحين عودة اهلي ذهب الى الباب فتحه لكن كانت الاشجار نزعت جذورها و بدأت تتحرك مع جيش جرار من الاشباح جائت تهجم عليه رأته وحيداً اشتد خوفه و رجع الى السرير ثم غطى وجهه و حاول اغلاق اذنيه لكن كان الصوت دخل جمجمته و تحول من صوت الشرير الى صوت جده الميت يصرخ و ينادي تعالوا الي اصعدوا الى الطابق العلوي قال كيف يصرخ الاموات و متى رجع الى الحياة

حتى انه مات في الطابق العلوي و الان يصرخ علي من هناك كيف ؟ .

اشتدت الحمى و اصبح يهذي كثيراً و الرعب يأخذ منه حتى الدموع ثم سمع صرير المفتاح و رأى ابوه و امه دخلوا عليه الغرفة فأغمض عينيه و نام .

 

السبت، 3 أكتوبر 2015


 

امرأة عبر الزمن

امرأة الامس

احملي على ظهرك الحطب

ثم احملي دلو الماء و القصب

منذ بزوغ الفجرِ

يرحل النوم عن عينيكِ

مقتضب

فتسلكين طريق نملة محفوف

بالتعب

منذ بزوغ الفجر

تكور يديك العجين

ليستوي خبز في طبق

بعد ان ينال تنور الطين وجهك

باللهب

امرأة غائرة في عمل دؤوب

بلا شكوى او غضب

انتِ رائعة الوجود منذ الازل

حيث احقابٍ غابراتٍ ابت

انصاف تعبك و همك و سهركِ

وانتِ كما النخيل الشامخات

ما انحنت

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> 

امرأة اليوم

فاتنة الملامح و القد اهيف

حيث نسائم الورود تعبق الوجود

وعيونك الزرق او الخضر او السود

تنثر النظرات

الحُسن في محياها يبرق

و هالة الجمال في الانستغرام

و تويتر و الفيس

تعلن عنكِ مخلوق يحمل

في طياته الاحلام

و ترتكز دعاماتك على العناد

و التمرد و الدلع

لا تتحملين ما عانت سابقتك

بالأمس

انت اليوم حرة لك الخيار

و الاختيار

و الحب لديكِ نبع من عسل

انت اليوم شاعرة و رسامة ماهرة

رئيسة تحكم البقاع

و طلتها جوهرة نظرة

تباع و تشترى

بنقيض كلمات مبعثرة

تتطلقين بلا مبررات

و ذبحك اليوم ما ايسره

و ذبحك اليوم ما ايسره

 

 

 

الى سياسي أحمق

قَدْ مَشيتَ في طريقٍ

غايةً في الضياع

وتماديتَ كثيراً

حينَ ابقيتَ الضباع

تحرس الاموال و القصور

تدعي الحرص

فتعطينا انطباع

تخدع الناس كساحر

تسرق الابصار نحو الانصياع

آلةً للوهمِ تصبح

ثم تبني في سرابٍ

الحصون و القلاع

و تعالت نفسك البتراء

حمقاً

ضنها تغزوا البِقاع

و هَتكتْ افكارُك كل سترٍ

و اشرأب حقدك حتى النخاع

ناسياً للبحرِ موجٌ

حين يعلوا يكتسح كل الضباع

وكذا تلك الحصون

و القلاع

غاية في الحمق انتم

يا مجانين

السياسة درب الضياع

يا خائبين السياسة

درب الضياع