الاثنين، 19 أكتوبر 2015


ضحكات في الطابق العلوي

لا يعرف من اين يبدأ اللعب هل يذهب الى الطابق العلوي ام يذهب الى الرواق الخلفي او يصعد الى السطح كل هذه الاماكن متاحة له اليوم و خصوصاً عندما يكون وحده في البيت من النادر جداً ان يبقى وحده كما من الممتع جداً ان يحتل البيت برمته فلا تصرخ علية امه او اخته الكبرى و لا حتى اخوه الصغير يبكي على كل شيء يمسكه او يلعب به اليوم هو يوم مميز سوف يلعب بحرية تامة ابتداءً بالعاب الفيديو  و من ثم كرة القدم حتى يلعب  بالالعاب التي ملأت خزانته سوف يلعب لحين عرض المسلسل الكارتوني الكابتن الشجاع كما يسميه هو تابع حلقاته كاملة و تفاعل مع احداثة حتى في الكثير من الاوقات يسرح في خياله الخصب معه فأطلق تسميات ابطاله على لعبه يحكي لاصدقائه في المدرسة احداث المسلسل في كل يوم .

لم يقبل الذهاب مع العائلة لحفل زفاف اقاربهم في اللحظة الاخيرة  وافق والداه بان يبقى في البيت و لكن بشروط عدة ان لا يلعب في المطبخ و ان يجوع يفتح الثلاجة فقط , لا يذهب قرب الطباخ او اسطوانة الغاز كما لا يلعب بالكهرباء او يسبح في البانيو مع تعليمات ليس لها من مبرر كما كان يعتقد و لكن هي كلمات تسبح في الفضاء و ليس لها دعامة تسندها لا فرق ان خرجت من فم والدته او ابوه كلاهما يتكلمان فقط كلام في كلام و تهديدهما ايقاف التنفيذ لم يتخذ ابوه اجراء في حقه بعد عصيانه و عمل النواهي التي ينهاه ابوه منها كذلك امه تهدد بالحرمان من الطعام  او اغلاق التلفاز و غير ذلك .

لعب كثيراً في جميع الالعاب و من ثم شاهد مسلسل الكارتون كانت حلقة مثيرة و مرعبة في نفس الوقت حيث ظهر اخيراً وجه الشرير المخيف تملكه الخوف لكن يجب ان يكمل الحلقة انه كارتونه المفضل  احس بالجوع فتوجه الى الثلاجة و اخرج قطعة الكيك مع عصير و شرع بالتهامها ثم غفى على الكرسي الذي كان يجلس عليه لا اراديا ً لكونه نهض مبكراً اليوم على غير العادة , سمع ضحكات تعلوا في البيت نهض فزعاً و كل ضنه اهله قد عادوا لكن لم يجدهم و ذهب الى الرواق الذي يؤدي الى الطابق العلوي فسمع الضحكات صادرة من هناك في الاعلى صاح من هناك  هل انت ابي و مع من تضحك لكن لا جدوى لم يرد احد عليه اراد الصعود و لكن شعر بالخوف الشديد فقد حل الظلام  مع ازدياد الضحكات ثم سمع دوي و انفجارات يبدوا ان احداث المسلسل الكارتوني جرت في الطابق العلوي و سمع صراخ الشرير و هو يهدد الابطال و كان صوته جهوري يرعب الجميع يا الهي ما ذا يحصل اذهب  الى سريري و اختبئ ....لا...لا .... لا... يجب ان اخرج خارج المنزل لحين عودة اهلي ذهب الى الباب فتحه لكن كانت الاشجار نزعت جذورها و بدأت تتحرك مع جيش جرار من الاشباح جائت تهجم عليه رأته وحيداً اشتد خوفه و رجع الى السرير ثم غطى وجهه و حاول اغلاق اذنيه لكن كان الصوت دخل جمجمته و تحول من صوت الشرير الى صوت جده الميت يصرخ و ينادي تعالوا الي اصعدوا الى الطابق العلوي قال كيف يصرخ الاموات و متى رجع الى الحياة

حتى انه مات في الطابق العلوي و الان يصرخ علي من هناك كيف ؟ .

اشتدت الحمى و اصبح يهذي كثيراً و الرعب يأخذ منه حتى الدموع ثم سمع صرير المفتاح و رأى ابوه و امه دخلوا عليه الغرفة فأغمض عينيه و نام .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق