ضحكات
في الطابق العلوي
لا
يعرف من اين يبدأ اللعب هل يذهب الى الطابق العلوي ام يذهب الى الرواق الخلفي او
يصعد الى السطح كل هذه الاماكن متاحة له اليوم و خصوصاً عندما يكون وحده في البيت
من النادر جداً ان يبقى وحده كما من الممتع جداً ان يحتل البيت برمته فلا تصرخ
علية امه او اخته الكبرى و لا حتى اخوه الصغير يبكي على كل شيء يمسكه او يلعب به
اليوم هو يوم مميز سوف يلعب بحرية تامة ابتداءً بالعاب الفيديو و من ثم كرة القدم حتى يلعب بالالعاب التي ملأت خزانته سوف يلعب لحين عرض
المسلسل الكارتوني الكابتن الشجاع كما يسميه هو تابع حلقاته كاملة و تفاعل مع
احداثة حتى في الكثير من الاوقات يسرح في خياله الخصب معه فأطلق تسميات ابطاله على
لعبه يحكي لاصدقائه في المدرسة احداث المسلسل في كل يوم .
لم
يقبل الذهاب مع العائلة لحفل زفاف اقاربهم في اللحظة الاخيرة وافق والداه بان يبقى في البيت و لكن بشروط عدة
ان لا يلعب في المطبخ و ان يجوع يفتح الثلاجة فقط , لا يذهب قرب الطباخ او اسطوانة
الغاز كما لا يلعب بالكهرباء او يسبح في البانيو مع تعليمات ليس لها من مبرر كما
كان يعتقد و لكن هي كلمات تسبح في الفضاء و ليس لها دعامة تسندها لا فرق ان خرجت
من فم والدته او ابوه كلاهما يتكلمان فقط كلام في كلام و تهديدهما ايقاف التنفيذ
لم يتخذ ابوه اجراء في حقه بعد عصيانه و عمل النواهي التي ينهاه ابوه منها كذلك
امه تهدد بالحرمان من الطعام او اغلاق
التلفاز و غير ذلك .
لعب
كثيراً في جميع الالعاب و من ثم شاهد مسلسل الكارتون كانت حلقة مثيرة و مرعبة في
نفس الوقت حيث ظهر اخيراً وجه الشرير المخيف تملكه الخوف لكن يجب ان يكمل الحلقة
انه كارتونه المفضل احس بالجوع فتوجه الى
الثلاجة و اخرج قطعة الكيك مع عصير و شرع بالتهامها ثم غفى على الكرسي الذي كان يجلس
عليه لا اراديا ً لكونه نهض مبكراً اليوم على غير العادة , سمع ضحكات تعلوا في
البيت نهض فزعاً و كل ضنه اهله قد عادوا لكن لم يجدهم و ذهب الى الرواق الذي يؤدي
الى الطابق العلوي فسمع الضحكات صادرة من هناك في الاعلى صاح من هناك هل انت ابي و مع من تضحك لكن لا جدوى لم يرد
احد عليه اراد الصعود و لكن شعر بالخوف الشديد فقد حل الظلام مع ازدياد الضحكات ثم سمع دوي و انفجارات يبدوا
ان احداث المسلسل الكارتوني جرت في الطابق العلوي و سمع صراخ الشرير و هو يهدد
الابطال و كان صوته جهوري يرعب الجميع يا الهي ما ذا يحصل اذهب الى سريري و اختبئ ....لا...لا .... لا... يجب
ان اخرج خارج المنزل لحين عودة اهلي ذهب الى الباب فتحه لكن كانت الاشجار نزعت
جذورها و بدأت تتحرك مع جيش جرار من الاشباح جائت تهجم عليه رأته وحيداً اشتد خوفه
و رجع الى السرير ثم غطى وجهه و حاول اغلاق اذنيه لكن كان الصوت دخل جمجمته و تحول
من صوت الشرير الى صوت جده الميت يصرخ و ينادي تعالوا الي اصعدوا الى الطابق
العلوي قال كيف يصرخ الاموات و متى رجع الى الحياة
حتى
انه مات في الطابق العلوي و الان يصرخ علي من هناك كيف ؟ .
اشتدت
الحمى و اصبح يهذي كثيراً و الرعب يأخذ منه حتى الدموع ثم سمع صرير المفتاح و رأى
ابوه و امه دخلوا عليه الغرفة فأغمض عينيه و نام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق