الأحد، 15 مايو 2016

دهاليز خواطر

الحلقة الاولى
قدر الوجود صناعة او تكوين

بِسْم الله الرحمن الرحيم
بداية الحديث  مثل بدايتي في هذا الكوكب يشوبها التساؤلات و الغموض و يحتل الجانب الغامض الجزء الأكبر لكون البداية هي السؤال عن قدومي الى هذه الدنيا في هذا الوقت و لماذا انا بالذات من بين ملايين الخلايا و حسب التقارير العلمية الحديثة هناك ما يقارب خمسة و ثلاثون مليون خلية منوية ذكرية و أنثوية  تسلك طريقها بشكل غاية في الاتقان نحو البيضة الوحيدة في رحم المرأة و يدخل حيمن  واحد فقط الى داخل البيضة ثم تحصن البيضة نفسها فلا يستطيع البقية الى الولوج داخلها في الأمور الاعتيادية بعيد عن شواذ القاعدة و اقصد هنا التوائم و ما يهم الان في الموضوع هو أني تكونت في هذه البيضة دون الآخرين هل انا كنت الحيمن الأسرع او الأمهر في الوصول او الأذكى في التعامل مع الظروف التي اهلتني للدخول داخل البيضة او هي الإرادة الإلاهية في ان أكون انا لا غيري في الوجود في هذا الكون ما هي الميزة التي أراد بها قدر الله الي ان أكون ضمن هذه البشرية  و لماذا في هذه الحقبة بالذات لِمٓ لٓمْ أكون في زمن العصور القديمة مثلاً او في القريب المنصرم و هناك آلاف التساؤلات التي تجعل مني في دوامة لا تنتهي .
الحقيقة التي أدركها هي أني موجود فعلاً الان منذ ولادتي الى هذا الوقت لم ادرك بعد سر وجودي خصوصاً ان الحياة التي عشتها عادية جداً لم يميزها ما هو مميز مثلاً لاعب كرة مشهور او مسؤل كبير في منظمة او دولة او مؤسسة و لا حتى من العلماء او المتدينين او الثوار ولا حتى المجرمين او الطغاة كما بين ذلك التاريخ  فما هو السر يا ترى كيف لهذا العالم ان يميز بين المغمورين و اللامعين في سماء التاريخ .
يذكر التاريخ الكثير من المعالم البشرية  امتطوا صهوة الشهرة و الإشارة اليهم بالبنان كرموز و قادة و ابطال و كذلك مجرمين و قتلة و هم الذين بدأوا مثلي محض نطفة ربما خرجت في أوج متعة بين زوجين لا اكثر و من بين الكم من الحيامن خرج واحد من أولائك الذين يتغنى بهم التاريخ  ثم نقرأ ان هناك شخص كان يتهرب من الدروس يكتشف قانون يغير العالم برمته او ان قاتلاً بالجملة يصبح رمزاً و تقام له التماثيل او ان كاتباً ابهر العالم بكتبه او ان شخص يقود و يغير أمة كاملة  و أمثلة كثيرة جداً لا يمكن حصرها لذا تراودني التساؤلات هل الاقدار تصنعهم ام الإرادة الإلاهية تبدعهم و ان كان العقل يلهمهم لماذا لا يلهمني او لأنني كسول و خامل التفكير ام هو نسل اجدادي الذي فُطر هكذا من مغمور الى مغمور .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق