الاثنين، 19 أكتوبر 2015


مسامير

افعى من الغرب

 

دخلت من تحت الغطاء تتمرغ على جسدي كأفعى تتلوى احتلت جسدي من اخمص قدمي حتى رأسي جائت كي تفرغ سمومها و تشبعني لدغات قاتله و قالت : انا الوحيدة التي تسري الى الجميع بلا حدود فقد جئت من بلاد الغرب البعيدة الى الصحراء لتكون موطني و تكون مقبرتك وها هنا اضع البيوض  , قالوا ان الافعى عدوا و نخشى في هذه الايام من تحقيق الاحلام .

 

بالمقلوب

استيقض على انغام المنبه , قام يترنح حتى اتم حاجاته الملحة خرج من المنزل متوجها الى العمل لكن في الطريق و جد جميع الصور و الشعارات رأساً على عقب  و العبارات الرنانه التي يقرأها كل يوم اصبحت بالمقلوب  و الصور جميعها بالمقلوب , تساءل هل اجتاحت البلاد عاصفة هوجاء ام ماذا كل شيء بالمقلوب  وقف برهة من الزمن يحاول ان يصدق انه ليس في حلم و في هذه الاثناء امتلأ الشارع بالمتظاهرين ينادون باقالة الحكومة لانها منحتهم الامان لاعوام  و جعلت لكل مواطن بيتين اثنين و سيارات نفاثة و من بينهم متظاهر يصرخ  بلد بلا ايتام  و لا ارامل لا يستحق العيش .

 

تلصص

 فقط في الاحياء الشعبية  اسطح البيوت مشتركة  لا يفصل سطح عن الاخر سوى جدار ضئيل كما ان البيوت لها حوش بلا سقف  عندما  تطل الى داخل البيت ستشاهد جميع الغرف  هذا ما كان يفعله عندما يتلصص الى داخل البيوت الامنه عله يشاهد مقطع من مقاطع الاثارة  ليشفي مرضه السقيم  , لكنه شاهد مقطع من حرم الغرفة المقدسة لديه  جعله مجرم  و القاضي حكم عليه بستة اشهر لكونها قضية شرف .

 

 

بين القرار و القدر

قصة قصيرة

 

لفتها بخرقة بيضاء ثم حملتها و خرجت بها الى الشارع في ليلٍ بائس مثل حظها تماماً و حظ المولودة الجديدة المشوهة رغم حملها المهدد و ولادتها العسيرة خرجت كما وحش صغير ملامح مخيفة و مقززة نكرها اقرب اثنين امها و ابوها حتى لم يحملها و من المستحيل ان يفكر بتقبيلها فوجئ عند رؤيتها اول مرة و خرج مسرعاً قال لا اريدها دعوها في المستشفى لا اريدها قلت لها مراراً دعيها تسقط لكنها ركبت رأسها و ها هي النتيجة طفلة  ليست من البشر قالت عمته يا بني هون عليك يجب ان تستغفر الله ليس ذنبها و لا ذنب الطفلة هذه مشيئة الله قال يا عمتي اعلمتنا طبيبتها بالامر مبكراً و قالت اظهر السونار طفلة مشوهة من المحتمل ان تموت عند الولادة لكنها اصرت على اتمام الحمل و ولادتها و ها هي النتيجة جنت على هذه الطفلة بالعذاب و المصير المجهول انا لا اريدها .... لا  اريدها  قالت لكن ... قطع عليها الكلام صارخاً لا اريدها .

امي كيف لي ان اقتل نفس حرمها الله  لا استطيع قالت امها ابنتي ولادة طفل مشوه اكثر جناية من اسقاطه تصوري ذلك ان عاشت هذه الطفلة كم من المعاناة سوف تتحمل و كم من الامراض تعاني منها و فرصها في العيش طويلاً من المستحيلات هذا ليس كلامي بل هو كلام الاطباء و نصيحتهم لي في بادئ الامر هي الاجهاض و لكن انت من اراد ان تبقى رغم محاولات زوجك لاقناعك رفضتي , الان كيف تتعاملين مع الموقف اخبريني.

قالت : لا اعلم يا امي ليس بيدي شيء اعمله الان اصبح الوضع اكثر مسؤولية خصوصاً عند ولادتي لها .

فكرت ملياً في ايجاد مبرر واحد للاقدام بمحاولة اعدام الطفلة لكن دائما ما تتراجع عن التفكير ليست هي من تقرر القتل و فناء مصير نفس جائت الى الحياة هي لم تكن يوماً مشرعة او صاحبة قرار منذ ولادتها حتى يومنا هذا كان عليها تقبل قرارات اهلها بالحرف لن يؤخذ رأيها بشيء حتى بزواجها او اتفه الامور اطلاقاً فكيف ينتظرون منها البت بموضوع من اخطر المواضيع الا وهو قتل نفس بريئة انهم مجانين كيف يحكمون بما ليس لهم حق من يستطيع منهم ان يرى المستقبل من اخبرهم ان الطفلة سوف تعاني في حياتها .

ليس لها نظرة بعيدة هذه المرأة لم تفكر يوماً بعقلها ابداً رغم اني تكلمت معها بالحقائق الملموسة في حياتنا و شواهد و امثال في الحي نفسه الذي نسكن فيه كم عانت ام وحيد مع طفلها المعاق حتى اصيبت بأنزلاق الفقرات و اضحت طريحة الفراش و النتيجة مات ولدها بعد صراع مع المرض و الاعاقة و العجز و هي اصبحت كسيحة لا تستطيع المشي او النهوض حتى .

او تلك التي كان تشوهها سخرية الاطفال و مضايقتهم لها ثم اصبيت بالاكتأب و غيرها الكثير , لم اكتفي بذلك فجلبت لها فتاوي شرعية تبيح لها الاسقاط غير ان كفة غبائها رجحت بالاصرار على موقفها , لها ذلك  ابلغوها ان تأخذ الطفلة و تبتعد عن البيت لا اريدها و لا اريد طفلتها لترحل بها اينما تشاء .

لفت طفلتها بالخرقة البيضاء و خرجت في الليل تسير نحو قدر بائس تقتادها خطواتها الى مصير مجهول فتوقف تفكيرها و تشابكت سبلها و اضمحلت نسائم الهواء كادت تختنق حتى الاغماء فنزلت الى وسط  الشارع بلا شعور و انتباه فقد ضاع القرار و حكم القدر لتكون النهاية فصدمتها  سيارة مسرعة قضت عليها بسرعة و تجمهر الناس ليجدوا الطفلة باكية في خرقة بيضاء  و الام ميتة غارقة بالدماء .

ضحكات في الطابق العلوي

لا يعرف من اين يبدأ اللعب هل يذهب الى الطابق العلوي ام يذهب الى الرواق الخلفي او يصعد الى السطح كل هذه الاماكن متاحة له اليوم و خصوصاً عندما يكون وحده في البيت من النادر جداً ان يبقى وحده كما من الممتع جداً ان يحتل البيت برمته فلا تصرخ علية امه او اخته الكبرى و لا حتى اخوه الصغير يبكي على كل شيء يمسكه او يلعب به اليوم هو يوم مميز سوف يلعب بحرية تامة ابتداءً بالعاب الفيديو  و من ثم كرة القدم حتى يلعب  بالالعاب التي ملأت خزانته سوف يلعب لحين عرض المسلسل الكارتوني الكابتن الشجاع كما يسميه هو تابع حلقاته كاملة و تفاعل مع احداثة حتى في الكثير من الاوقات يسرح في خياله الخصب معه فأطلق تسميات ابطاله على لعبه يحكي لاصدقائه في المدرسة احداث المسلسل في كل يوم .

لم يقبل الذهاب مع العائلة لحفل زفاف اقاربهم في اللحظة الاخيرة  وافق والداه بان يبقى في البيت و لكن بشروط عدة ان لا يلعب في المطبخ و ان يجوع يفتح الثلاجة فقط , لا يذهب قرب الطباخ او اسطوانة الغاز كما لا يلعب بالكهرباء او يسبح في البانيو مع تعليمات ليس لها من مبرر كما كان يعتقد و لكن هي كلمات تسبح في الفضاء و ليس لها دعامة تسندها لا فرق ان خرجت من فم والدته او ابوه كلاهما يتكلمان فقط كلام في كلام و تهديدهما ايقاف التنفيذ لم يتخذ ابوه اجراء في حقه بعد عصيانه و عمل النواهي التي ينهاه ابوه منها كذلك امه تهدد بالحرمان من الطعام  او اغلاق التلفاز و غير ذلك .

لعب كثيراً في جميع الالعاب و من ثم شاهد مسلسل الكارتون كانت حلقة مثيرة و مرعبة في نفس الوقت حيث ظهر اخيراً وجه الشرير المخيف تملكه الخوف لكن يجب ان يكمل الحلقة انه كارتونه المفضل  احس بالجوع فتوجه الى الثلاجة و اخرج قطعة الكيك مع عصير و شرع بالتهامها ثم غفى على الكرسي الذي كان يجلس عليه لا اراديا ً لكونه نهض مبكراً اليوم على غير العادة , سمع ضحكات تعلوا في البيت نهض فزعاً و كل ضنه اهله قد عادوا لكن لم يجدهم و ذهب الى الرواق الذي يؤدي الى الطابق العلوي فسمع الضحكات صادرة من هناك في الاعلى صاح من هناك  هل انت ابي و مع من تضحك لكن لا جدوى لم يرد احد عليه اراد الصعود و لكن شعر بالخوف الشديد فقد حل الظلام  مع ازدياد الضحكات ثم سمع دوي و انفجارات يبدوا ان احداث المسلسل الكارتوني جرت في الطابق العلوي و سمع صراخ الشرير و هو يهدد الابطال و كان صوته جهوري يرعب الجميع يا الهي ما ذا يحصل اذهب  الى سريري و اختبئ ....لا...لا .... لا... يجب ان اخرج خارج المنزل لحين عودة اهلي ذهب الى الباب فتحه لكن كانت الاشجار نزعت جذورها و بدأت تتحرك مع جيش جرار من الاشباح جائت تهجم عليه رأته وحيداً اشتد خوفه و رجع الى السرير ثم غطى وجهه و حاول اغلاق اذنيه لكن كان الصوت دخل جمجمته و تحول من صوت الشرير الى صوت جده الميت يصرخ و ينادي تعالوا الي اصعدوا الى الطابق العلوي قال كيف يصرخ الاموات و متى رجع الى الحياة

حتى انه مات في الطابق العلوي و الان يصرخ علي من هناك كيف ؟ .

اشتدت الحمى و اصبح يهذي كثيراً و الرعب يأخذ منه حتى الدموع ثم سمع صرير المفتاح و رأى ابوه و امه دخلوا عليه الغرفة فأغمض عينيه و نام .

 

السبت، 3 أكتوبر 2015


 

امرأة عبر الزمن

امرأة الامس

احملي على ظهرك الحطب

ثم احملي دلو الماء و القصب

منذ بزوغ الفجرِ

يرحل النوم عن عينيكِ

مقتضب

فتسلكين طريق نملة محفوف

بالتعب

منذ بزوغ الفجر

تكور يديك العجين

ليستوي خبز في طبق

بعد ان ينال تنور الطين وجهك

باللهب

امرأة غائرة في عمل دؤوب

بلا شكوى او غضب

انتِ رائعة الوجود منذ الازل

حيث احقابٍ غابراتٍ ابت

انصاف تعبك و همك و سهركِ

وانتِ كما النخيل الشامخات

ما انحنت

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> 

امرأة اليوم

فاتنة الملامح و القد اهيف

حيث نسائم الورود تعبق الوجود

وعيونك الزرق او الخضر او السود

تنثر النظرات

الحُسن في محياها يبرق

و هالة الجمال في الانستغرام

و تويتر و الفيس

تعلن عنكِ مخلوق يحمل

في طياته الاحلام

و ترتكز دعاماتك على العناد

و التمرد و الدلع

لا تتحملين ما عانت سابقتك

بالأمس

انت اليوم حرة لك الخيار

و الاختيار

و الحب لديكِ نبع من عسل

انت اليوم شاعرة و رسامة ماهرة

رئيسة تحكم البقاع

و طلتها جوهرة نظرة

تباع و تشترى

بنقيض كلمات مبعثرة

تتطلقين بلا مبررات

و ذبحك اليوم ما ايسره

و ذبحك اليوم ما ايسره

 

 

 

الى سياسي أحمق

قَدْ مَشيتَ في طريقٍ

غايةً في الضياع

وتماديتَ كثيراً

حينَ ابقيتَ الضباع

تحرس الاموال و القصور

تدعي الحرص

فتعطينا انطباع

تخدع الناس كساحر

تسرق الابصار نحو الانصياع

آلةً للوهمِ تصبح

ثم تبني في سرابٍ

الحصون و القلاع

و تعالت نفسك البتراء

حمقاً

ضنها تغزوا البِقاع

و هَتكتْ افكارُك كل سترٍ

و اشرأب حقدك حتى النخاع

ناسياً للبحرِ موجٌ

حين يعلوا يكتسح كل الضباع

وكذا تلك الحصون

و القلاع

غاية في الحمق انتم

يا مجانين

السياسة درب الضياع

يا خائبين السياسة

درب الضياع

العودة من الموت

بعد الخصومة الطويلة و سنوات الفرقة بينه و بين عائلته قرر أخيرا ردم الفجوة التي توسعت كثيراً في الآونة الأخيرة و قرر العودة إلى البيت الذي ولد و ترعرع فيه و تعلم كل المثاليات التي رافقته طويلا , لم يكن القرار مفاجئ  إنما هو عزم و إصرار للعودة متجاهلا رأي زوجته و أولاده و أصدقائه الكل لا يريدون أن يعود و هو يعلم تماما إنهم ينهونه لأجل مصلحته لا غير و لكن قرر القرار المناسب و هذا ما أكده لهم و لم يتبقى وقت كثير حتى يحزم حقائبه و يتوجه إلى المطار  ثم ينطلق نحو الوطن منذ وفاة والدته تنازع مع إخوته مما أدى به ذلك إلى المهجر حيث اعتقد و اقتنع بفكرة الهجرة و خصوصاً عندما أتيحت له الفرصة الذهبية و من الغباء التفريط فيها , و هو فعلا كان موفقا لاختيار هذا القرار الذي غير حياته و قلبها بشكل ايجابي محت له أجزاء كثيرة من الماضي لكن بعد هذه السنون الطوال قرر العودة وهذا لا رجعة فيه .

منذ انطلاقته الأولى وجد انه يسير لكن لا يتقدم قيد أنملة و مهما بذل من جهد المسافة لا تتغير حتى شعر بالإعياء فركن إلى مقعد من الخشب , أحسإن هذا المقعد احتضنه و أوثق جسمه بحزام أمان حاول مرارا أن يخلص نفسه لكن بدون جدوى كلما حاول نزعه يضيق الخناق عليه ثم نظر إلى السماء وجدها تتحرك بمرور الزمن السريع فشهد حلول الظلام بسرعة حتى شاهد أول نجمة بزغت كأنها هالة من إشعاع و فجأة صدر صوت أغلق سمعه و لم يعد يسمع سوى نفسه تتحدث إلى شخص لم يلتقي به من قبل حاول الإنصات إلى الحديث غير إن اللغة التي يتحدثون بها لا تشبه لغتنا بتاتاً كأن نفسه انسلخت عنه على غير هيئة مكونه صورة بشعة اشمأز منها هذه أول مرة يشعر بهذا الشعور حيال نفسه التي تشبث بها هي امتزجت به مع تفاصيل جسده , كذب كل ما حدث و أعزى ذلك إلى التعب لكون السفر متعب و الجلوس الطويل يسبب الإعياء ثم نظر إلى نفسه وجدها تلك التي عهدها لم تتغير فقال لها كيف حدث ذلك اخبريني . قالت : من البديهي أن أتحول لأننا قادمون على خطوة جريئة جداً ربما نحتاج تلك الصور لأننا لم نعرف ما الشخوص التي سوف نذهب إليها و ما تحمله أنفسهم إلينا لذلك من الواجب أن أجد صورة مرعبة و لغة مختلفة ربما تتناسب مع ما نتوقع قال لها : حبيبتي نفسي من لي غيرك انت ,لكن أنا اعرف نفوس من تركت و ذهبت عنهم لا تخافي منهم ابدآ هوني عليك ذلك ليس بجدير قهقهت نفسه و قالت : ساذج ؟!! أنت ضعيف الإرادة قليل الخبرة في التعامل  ,  كثيراً ما أوقعتنا مع عدونا الضمير في معارك شتى نحن في غنى عنها ألان...أرجوك.... ركز جيداً انك تركتهم مع البراءة و اليوم  انقرضت البراءة من الوجود و ليس من المعقول أن يحتفظوا بها رغم تلك السنين التي انصرمت و أبادها طوفان الحياة الجارف , أنت بالذات أنت لا تعرف أغوار النفوس مثلي أنا ... أرجوك... تنحى جانباً .

انه نفس الشارع بتفاصيله التي تركتها حتى الشجيرات كما هي لم تطول او تكبر و هذا حانوت الشيخ ببابه المخلوع لم يتغير انه شيء مثير و كأني تركته بالأمس انه ضرب من الخيال و على ما يبدوا اني فعلا تركتها بالأمس حتى هذه الارجوحة التي نصبها الصبية بالأمس هناك في مكانها ايعقل بعد كل السنين التي مضت بقت هناك.

و بخطى مثقلة توجهت الى البيت الذي كان مثواي لفترة ليست بالقصيرة و بهيئته نفسها لم تتغير و الباب الخشبي المثقوب كما هو مما جال في خاطري اني في حلم اكيد و لكن تبدد هذا الاعتقاد عندما دخلت البيت فوجدت الجميع جالسين يتكلمون عني , دخلت و هم لم يعيروني انتباه  سلمت عليهم  لكن لم  يرد احد منهم ناديت عليهم  لا جدوى انهم اخوتي و اخواتي بتفاصيل وجوههم التي لم تتغير و ملابسهم التي كانوا يرتدونها حينما غادرت و كأني عدت الى النقطة التي هاجرت فيها و ابتعدت عنهم و رحلت  لم اعد اشعر بشيء و من هول الصدمة تسمرت مكاني و تشوش فكري ناديت نفسي اين انت لماذا لا تحدثيني الان هيا اخبريني ماذا يجري ,

الكل اصبحوا اطياف النفوس و الاجسام خيالات تتحرك و تتنفس و تتحدث امامي لكنها ليست كذلك أُحس بوجودها وهم لم يشعروا بوجودي مطلقاً و كأني روح هائمة في عالم غير مرئي او في داخل فقاعة تسبح في فضاء الدنيا على خط حياتي الماضية .

لم تمضي الا ساعات قليلة  و بدأت الحياة تسير كما يسير شريط الذكريات بسرعة و وجدت عائلتي تشتبك بمصاعب الدنيا يوما بعد يوم و رأيت كيف احتدمت الصعاب و المواجهات العنيفة بين الناس و الحياة القاسية و اختبارات الظروف و المتاهات المفروضة على بلدي و بلد عائلتي من قِبل الارهاب و التآمر العالمي الاستعماري حتى وصل الامر الى استعمار النفوس لبعضها كما ان عائلتي بدأت  بالتكتل على شكل مجموعة مؤيدة و مجموعة معارضة و سادة الفوضى و شممت روائح التفرقة و الانحلال ووصل الامر الى تقسيم البيت الذي كان قد جمعنا يوما ما .

تسلل اليأس الى ارجائي و اعلنت الانسحاب الى عالمي حيث كنت و قررت العودة لكن هتاف نفسي خرق ذهولي و قالت حقاً تريد العودة قلت : نعم .. لا اريد البقاء و ارى بعيني كيف يتقاتلون فيما بينهم قالت لا يهم ما يفعلون لان الاموات لا تحسب افعالهم قلت : و هل هم  اموات قالت : نعم انهم ماتو حين رحلت عنهم قلت : كيف لقد رايتهم و سمعتهم و شهدت احداثهم ليس من المعقول ان يكونوا اموات انهم احياء قالت نعم احياء في هواجسك فقط و في عمق ذنبك الذي لا يغتفر قلت : لست الملام بل انتي فعلتي فعلتك هذه بواسطة وسوستك الي بالرحيل عنهم تبا لك انك متآمرة مع الغرباء متآمرة مع الاعداء  انت من شحذ سيوف الغدر الا تبت يدك

.....الا تبت يدك .... هكذا تصاعدت الاصوات من كل حدب و صوب  في صخب دائم الا تبت يدك .. و هي كانت تقهقه بكل قوة .

 

سومر تحبني

في بلادِ سومر ترتفع صيحات العبيد

تصل الى قصور الملوك و الساسة

تطرق صوامعهم

تخدش راحتهم

و يصل الهتاف

العبيد تريد حقوقها

العبيد ... العبيد

لا تريد في بلاد سومر سوى

الحب و الوئام

الصدق في الكلام

و قال الساسة لا تفزعوا يا سلاطين

لن ينال منكم صوت الصراصير

ومصيرهم الدعس في المجارير

اخبرهم كبيرهم اليكم الدليل

آتوني بعبدي الذليل

يجلس عند اقدامي حينما انام

يطرد الذباب عني و البعوض

يحني ظهره الي لأصعد السرير

أأمره  وهو يطيع

و جاء عبده الهزيل

امام حشد من الكبار

قال العبد :  امرك سيدي الجليل

قال : ماذا تفعل يا عبدي حين

آمرك

قال العبد : انا مطيع

فما تفعل حين اضربك

قال : مسيء انا و الحكم لك

قال : اقتلك

قال: خائن و لامرك الطاعة

قال له الكبير

ماذا لو اخذت مالك

قال هو مالك تستردة و انا اطيع

قال ماذا تفعل حين اسلبك حبيبتك

قال اذن اقتلك  يا مولاي

حبيبتي سومر

لا افاوض لا اساوم

لا اهابك

لا اخاف بطشك

لاني احب سومر

و سومر تحبني