الاثنين، 2 فبراير 2015

قطوف اشجار الموت
اشتد الصقيع و تجمد حتى البرد و لاذت الحيوانات السائبة باكثر الاماكن دفئً وباتت الشوارع خالية جداً  إلا من ظل يقترب رويداً رويداَ منعكس من نافذة القمر التي تطل على المدينة البائسة
, كل شيء فيها استحال الى اشباح مخيفة حتى صاحب الظل , و هو يرتدي معطف من الصوف و قد لف رأسه بشكل محكم فلم تبرز سوى عينية يمشي على عجل ليصل
الى مايسمى بيت محتميا بحياطين البيوت الممتدة على جانبي الطريق حاملا كيس من الفواكه و الخظر حصيلة يوم شاق و بارد ليسد رمق الافواه التي اصبحت فاغرة من الجوع .
لا تستطيع الاجساد ان تخلد الى الراحة و النوم في حفل من الجوع و البرد كلاهما يقرص الجوع يقرص المعدة و
 البرد يقرص الاجساد فيستحيل النوم الى سهر و ارق و قلق و لا تكاد الاغطية ان تبعد هول و شبح الصقيع خصوصا مع الفتحات التي تسمح لمرور الريح عبر الزجاج المهشم في النافذة .
و كان الاعتماد الاكثر على الاجساد المتلاحمة في الدفئ انها الحياة الاشد صعوبة في هذا الوقت
مع العيون الشاخصة و المتسمرة على الباب لكي يهدأ احد الصقيعين كانوا الصبية ينتظرون الباب ان تفتح و يمتد الكيس حتى افواههم و يبتلعون الطعام ابتلاعا بلا مضغ او تلذذ بالطعم السائغ تلك رغباتهم الان .
انها قطوف ثمار ما  زرعوا الاوغاد  انها دسائس المحتالين و ما حاكت الايادي من حروب و مؤامرات و تواطئ هذا جني الاحقاد و سيول الدماء و الدمار تغلغل
الرعب في القلوب و هتك الجوع ستر الاعراض و اسدلت الستائر على
 انقاض الضمائر المهزوزة و الدمار و الاوبئة خيام الموت الاسود و عصابات الذبح و الحرق و الرصاص الذي لا يهدأ و الرؤوس المتناثرة على بقع المدينة فبات الخروج الى البحث عن الطعام بمثابة الخروج الى الحتوف
المتعدده لكنه الجوع لا يهدأ و لا ينسى لذا خرج الرجل في يأس من الحياة ليحصل على الطعام فيتسابق على عجل في التوغل الى المزارع هنا و هناك مع من خرجوا ليجمعوا بعض ما تساقط من الاشجار او ما ترك في
 البيوت الفارغة من اهلها من دقيق او اي شيء يؤكل و لكن ليس كل من يخرج يعود هناك من يخرج ليلقى حتفه تاركاً الطعام و الدقيق و غير ذلك الى شخص اخر حالفه الحظ هذا اليوم و عاد محملا الى البيت .
الوصول الى البيت امل منشود و هدف يرمي اليه لكونه خرج ليعود بلقمة الطعام الى الاطفال الجياع هم ما حضي بهم بعد الشتات
 كانوا صغارا لايعرفون سوى الخوف و الجوع و كان الاب بدافع الابوة يهب الحياة لهم .يعرف في
 قرارة نفسه ان الدواعش اوغاد و اصحاب باطل و لا يرحمون من لا يساندهم كما ان الجيش و فصائل المقاومة يعتبرون كل الشخوص اهداف يجب التسديد عليها لانه بكل بساطة حرب بكل معنى
فقد كان الامر سيان عندة ان اصابتة رصاصة الدواعش او الجيش , تجاوز جدار محطم وحين عبر الجدار دوت رصاصة
اخترقت صمت الليل لتعلن بعدها وابل الرصاص انهمر علية هرب نحو سيارة محطمة كانت الى جوارة فاحتمى بها  ثم سمع  نداء "من انت استسلم في الحال و الا قتلناك  "صاح مناشدا ارجوكم انا لست مسلحا
انا اعزل و مواطن ضاقت بي السبل حسنا سوف اخرج لكم لا تطلقوا " خرج رافع يديه  , وبدأ يركع و لكن قذيفة الهاون احالت بينه و بين الجنود و كانت اسرع من ان يمسكو به فارتمى بعيدا و هرب
 سريعا وغير انه احس بحرارة في ذراعه فمد يده ليجد ان الدماء اخذت منه مأخذها لكنه توقف و قرر العودة الى كيس الطعام عاد بحذر و تردد حتى وصل الى مكان الكيس ثم اخذه و اتجه الى الاطفال .
اكلوا ما في الكيس و اخذ هو يعالج الجرح بينما نام الصغار متجاهلين البرد غير ان الاخير امتزج مع الالم ليكون السهر من اولوياته و الحمى تسانده على هتك هذا الجسد الا ان اصوات الرصاص و الانفجارات التي
اقتربت كثيرا بعثت فيه شيئ من القوة فأراد النهوض ليرى ماذا يجري لكن كسر الباب كان اسرع و دخول الجنود صاعقة مباغتة و اصوات التهديد و الوعيد تهدر بشكل مرعب فأخافت الاطفال الذين فزوا مرعوبين .
اخذوا الرجل اسيرا و وضعوا الاطفال في سيارة و
 اخذوهم الى مقر الوحدة العسكرية و هناك بدأ ضابط التحقيق باستجوابه باعتباره احد الداعشيين و كان الجرح دليلهم على انه من الدواعش الاوغاد ( اخبرنا بكل الحقيقة ) (صدق يا سيدي انا لست منهم )
(كاذب و هل هذا الجرح الا من اشترتكك في القتال معهم ) ( اقسم يا سيدي ان لدي اطفال )  ( تقسم هاهاهاهاها انتم لا دين لكم بما ذا تقسم ) ( انا لست من هؤلاء الاشرار انا ابن العراق ) ( كف
 عن
 ذلك نحن لا نصدق بك ابدا ) ( سيدي ان معي الاطفال هل من الجائز ان اقاتلكم و معي الاطفال )( انها احدى و سائلكم البغيضة و حيلكم ) ثم صاح الضابط على الجنود خذوه سوف نعلم الحقيقة بعد قليل .
كانوا الاطفال يبكون و يتصارخون  ينادون اباهم و قد ادى التحقيق اخيرا صدق الرجل و قرروا اطلاق سراحهم و
 لكن الرجل اراد ان يذهب الى مخيم للاجئين مع الاطفال و قد قام الجيش بتجهيز سيارة لنقل الاجئيين و هكذا انطلقوا على عجل , ربما لا تكون الحياة متوافقة مع الاقدار و التطلع الى النجاة يكون من الاوهام
او مستبعد كالسراب و حينما يعتقد المرء انه مسك الحقيقة بين يدية تبتعد الى ابعد نقطة عنه و هنا كان القدر ان تتعرض سيارة اللاجئين الى هجوم من قبل الدواعش وسط كمين و خيانة من قبل احد الضباط .
العودة الى عصر ما قبل الاسلام هذا النهج
الذي  اعده من اسس الدواعش و دربهم باسم الاسلام و الغرض و الغاية هي ضرب الدين بالدين لكون المكان الذي تريد الدخول الية و هو محكم محصن هو الباب لا غير و بواسطة مفتاح و المفتاح
هنا الدين و هي سياسة نتنه تظرب عقول الناس باعز و اهم المعتقدات لذلك تأسست الكثير من الحركات و التيارات و الاحزاب اتخذت شعارات المعتقدات الدينية و باتت الاشكال المتعددة تتغلغل
الى تفاصيل الدين و تحرف بها حتى تولدت قواعد و اسس العودة الى عصر ما قبل الاسلام باسم الاسلام و دليلنا القاعدة و الدواعش ابتدأً من الزي و المظهر الخارجي حتى الفتاوة و سبل السلوك
 , الدواعش اليوم هم من اقذر و اوسخ الابدان الادمية و اللحى و الشعور لا تغسل ابدا و العمامة و الالوان مخالفة لزي الاسلام الابيض الناصع اذن هي الخطة و طريق العودة الى الظلام .
هيئتهم القذرة و و جوههم الشيطانية و هالة الشر محيطة بهم كانوا على سياراتهم الدفع الرباعي و هم مدججين بالسلاح احاطوا بسيارة اللاجئيين و بدئوا باطلاق النار و اصابوا سائق السيارة بينما
 السيارتان التابعة
 للجيش قاومت لفترة و جيزة و بعدها قتلوا جميعهم و بعد قتلهم قاموا بحز رؤوسهم امام الرجل و الاطفال و سط ذهول و هلع جميع اللاجئين و من ثم قاموا بجمع اللاجئين و اقرارهم بالبيعة الباطلة لخليفتهم
تعالوا بسرعة ....هيا ...هيا الى هنا الى ذلك المنزل ....اسرعوا  هيا يا حثالة , اقتادوا اللاجئين الجدد الى ذلك المنزل الذي يتواجد فيه كبار المفتين الدى الدواعش حيث يوجد طوابير من النساء و الرجال
و الجنود الاسرى مع بعض الصبية و الكل علية الدخول في الدور و القبول مرغميين بفتوة و حكم الاوغاد و تحديد مصيرهم بالموت او المتاجرة او الزج بهم في القتال
لجنة الحكم عبارة عن اربعة اشخاص تشمئز العين لرؤيتهم كأنهم جائوا زمن اندثر حيث اللحى منكوشة و العمامة القذرة و رائحة الاجساد العفنة انهم نيادرتال في هذا الزمن و كلامهم غير مفهوم و لكنتهم ليست عربية
واضحة و بدأت المحاكمة بالجنود الاسرى و كان الحكم عليهم بالموت و الحرق بعد ذلك ثم جائوا بطابور من النساء و حكموا عليهن بالبيع في سوق الجواري لكونهن من غير طوائف المسلمين و جاء الطابور الثاني من النساء
فحكموا عليهن بجهاد النكاح لكونهن من طائفة السنة و جاؤا بثلاث نساء حكموا عليهن بالرجم لكونهن رفضن جهاد النكاح و البيعة و اخرى حكموا عليها بالحرق لانها من الطائفة الشيعية و بعد ذلك تقدموا الكثير و
بايعوا الخليفة حتى وصلوا الى الرجل و قال في نفسه لقد وصلت الى هنا و هو حد فاصل بين الموت المحال و المبايعة سوف ابايع و اسلم مع الاطفال و لكن ليس كل من يتمناه المرء يدركه قالو له بعد اعلان البيعة
اذهب و التحق باخوتك المجاهدين و نحن سوف نأخذ الصبية لخدمة مولانا الخليفة ,
هنا لا سبيل للبكاء او الصراخ او الرفض و قال بخنوع .....لكن ..... فقاطعه احدهم و قال اتخالف امر المفتي بنظرات شزرا  قال لا لا لا ابدا افعلوا ما بدا لكم
( هذا ما جنت علينا ايدينا و الحلم الذي اصبح كابوس مرعب و امال الحكم و السيطرة بددتها امال الاستعمار باستخدام عقولنا المشغولة بالحقد و الكره ) انه ادرك اخيرا مدى الهوة التي سقط فيها و جميع من خدعوا
عبر شعارات رجال الدين المزيفين الذين يشبهون الى حد ما قساوسة الكنائس في العصور المضلمة الاوربية